أصبح حال بعض الفنانين المحسوبين على بلدنا للأسف، هو إنتاج أعمال فنية معادية للإنسان، تصب في نشر الرذيلة وثقافة الفاحشة التي أصبحت منتشرة في الأوساط الاجتماعية لأسباب يعرفها ويعلمها الجميع. يكفي ما نراه في شوارعنا من تسكع وموبقات غريبة وهجينة على ثقافتنا الأصيلة وقيمنا الراسخة، بدل ما نعالج هذه الظواهر بشكل عقلاني ونعطي الصورة الحقيقية التي ينبغي أن تتربى عليها الناشئة، نساهم في بث وتصوير مشاهد فاضحة كأننا نعطيها الشرعية بدعوى أن هذا واقع معاش. نتفق جميعا على أن الانحراف الخطير الذي أصاب المجتمع هو حصيلة الاستدراج التي وقعت فيه الدولة، والتي فتحت الباب على مصرعيه للأفلام المصرية كنموذجا بداية الثمانيات وأصبح المغاربة مولوعون بتصرفات بعض الفنانين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر. وبعدها الأفلام المكسيكية والأفلام التركية … الى أن وصلت الوقاحة الى الأفلام المدبلجة ثم الى ما لا ندري ما يخطط له… القائمون على الفن في بلادنا، لا يدركون أن الفن رسالة انسانية نبيلة تهدف إلى السمو بالإنسان والرقي بأحاسيسه تجاه الحب والخير والجمال، بل كل ما يطمحون إليه هو أعمال تجني لهم الربح والمال ولو على حساب ألم الشعب، لذى لا نستغرب من أعمال تجار الذمم. الأعمال الفنية الصادقة هي التي تدعو إلى ضرورة الكشف عن المجرمين أعداء الإنسان والحض على التصدي لشرورهم ومقاومتها، وكراهية الشر والدعوة إلى محاربته . هكذا تكون رسالة الفن وهكذا تكون وظيفة الوعي السياسي، المنبه على المخاطر المحدقة بالإنسان والداعي إلى محاربة قوى البغي والعدوان التي قد تتمثل في محتل يغتصب حقوق الغير ويبسط عليه هيمنته. فالفن رسالة وأخلاق، والسينما فضاء لبث القيم وترسيخها في المجتمع، الناشئة تحتاج إلى من يوجهها ويعلمها الفضائل والمكارم لتتربى عليها، وتعتقد جازمة أنها هي الأصل في الحياة، وما دونها هو استثناء ينبغي الترفع عنه مهما كانت الظروف. فدعاة الميوعة يعملون جاهدين على إذكاء أفكارهم المسمومة، والتي تفسد الأخلاق وتضيع الحياء، فكيف للأسرة الواحدة المجتمعة على مائدة واحدة تشاهد أفلام تخدش الحياء وتسمع ألفاظ نابية ساقطة تعكر صفوة الاجتماع. إنها الوقاحة بامتياز، المغاربة محافظون ومؤمنون بأن حرية التعبير هي أن تحترم أذواقهم ومشاعرهم ولا تعتدي على حرمتهم.