يسعى الآلاف من مسلمي الروهينغيا (عديمي الجنسية) والمهاجرين من بنغلاديش للبقاء على قيد الحياة في وسط البحر، خلال طريق الهجرة إلى دول جنوب شرق آسيا. ويعاني المهاجرون غير الشرعيين – الذين يركبون البحر أملًا بتوفير حياةٍ كريمة لهم ولذويهم – من العطش والجوع خلال رحلتهم الطويلة والشاقة. وتشير المعلومات – التي حصل عليها مراسل الأناضول من المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية – إلى أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون الوصول لدول جنوب شرق آسيا عن طريق البحر؛ قد تضاعف خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2015، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأن أعداد أولئك المهاجرين وصلت لنحو 25 ألف شخص. ولفتت المعلومات إلى أن 60 % من المهاجرين غير الشرعيين، هم من مسلمي ميانمار (الروهينغيا)، وأن انتهاكات حقوق الإنسان في بلادهم وأعمال العنف؛ تعتبر الدافع الرئيسي الذي يجبرهم على الهجرة بشكل غير شرعي باتجاه دول جنوب شرق آسيا. وأوضح مراسل الأناضول في جنيف؛ أن الأممالمتحدة صنفت الروهينغيا بأنهم الأقلّية الأكثر ضعفًا في العالم، إلا أن دول المنطقة ترفض استقبالهم – بعد تعرضهم للاضطهاد في بلادهم – وتضيق ذرعًا بهم. وفي الوقت الراهن، يرزح نحو 40 ألف مهاجرٍ من الروهينغيا والبنغال تحت وطأة الجوع في عرض البحر، بمنطقة جنوب شرق آسيا، فيما تقدر بعض الاحصائيات وفاة ما يقارب ألف شخص ما بين أكتوبر 2014 – مارس 2015؛ بسبب الجوع والعطش خلال رحلة الهجرة. وتشير بيانات المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن المهاجرين – الذين وصلوا عن طريق البحر – تم وضعهم في مراكز احتجازٍ خاصّة، وأن أعدادهم تجاوزت ال 5 آلاف و400 مهاجر، ثلثهم تقل أعمارهم عن 18 عامًا، وأن النساء منهم تعرضوا للتحرش الجنسي وسوء المعاملة من قبل المهربين. من جهتها أعلنت كل من ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند في وقت لاحق؛ عن عزمها إعادة قوارب المهاجرين إلى البحر، طالما لم تغرق بعد، إلا أن تايلاند أعلنت في وقت لاحق تعديل قرارها والسماح للقوارب الصغيرة بدخول البلاد.