في الوقت الذي يسعى فيه وزير التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي إلى مدارسة موضوع إدماج مدونة الأسرة في البرامج التعليمية مع لجنة الشؤون الاجتماعية بالبرلمان، يواصل أفراد الأسر التعليمية، المتضررة من عدم الالتحاق بالأزواج، اعتصامهم المفتوح بالرباط للتنديد بالتشتت العائلي الذي يطال حياتهم. وأخبر الناطق الرسمي باسم المعتصمين، في تصريح لالتجديد، أنهم قدموا نسخا من ملفهم المطلبي للهيئات الحكومية وغير الحكومية، إذ وضعوا نسخا في مكتب الضبط بالبرلمان وديوان المظالم والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، مؤكدا أن لغة الأرقام، التي يقدمها الوزير في لقاءاته، لا تعكس حقيقة وضع الأسر التعليمية، ولا تساير التوجهات الرسمية الهادفة إلى بناء أسرة سليمة متوازنة ومستقرة. وأكد المتحدث نفسه، ما جاء في بيان المجموعة، مطالبا بفتح تحقيق في كافة الخروقات التي شابت الحركة الانتقالية، لأنها المسؤولة عن الكارثة الاجتماعية والنفسية التي يذهب ضحيتها أكثر من 700 طفل من الأسر المعتصمة. وقالت فاطمة الفزازي، أستاذة اللغة العربية منذ خمس وعشرين سنة، عن حالتها الاجتماعية: >تقدمت أربع مرات بطلب الالتحاق بالزوج، الذي يشتغل بالشركة الوطنية للصلب والحديد بالناضور، ورغم توفري على الشروط المطلوبة لذلك، إلا أني مشتتة عائليا، فأنا معتصمة بالرباط منذ شهر ونصف، والزوج بالناظور والأبناء في الجديدة يتحملون مسؤولياتهم لوحدهم<. وتضيف الفزازي بنبرة تفصح عن آلامها النفسية: >إننا نعاني استنزافا ماديا ومعنويا ومشاكل صحية، ولا نعرف من سينقذنا من فظاعة الإجراءات الإدارية، في الوقت الذي يصم المسؤولون الآذان عن قضيتنا<. أما فاطمة، التي تشتغل معلمة بالسلك الابتدائي منذ أربع عشرة سنة، فقد قدمت بناتها الثلاث الحاضرات معها في الاعتصام، عربون تشتت أسري لأسرة تعليمية، وصرحت قائلة: >أنا أعاني من مرض مزمن ومن تشتت عائلي، وتقدمت بطلب الاستفادة من الحركة الانتقالية مرتين وثلاث مرات للالتحاق بالزوج، مشفوعا بملف طبي يحتم علي القرب من الطبيب المعالج، إلا أني محرومة من ذلك، وأولادي لم يلتحقوا بعد بالدراسة<. وتتابع موضحة سبب إصرارها على خوض الاعتصام بمعية أولادها: >لا أريد إلا الالتحاق بزوجي في العالم القروي لتخفيف المعاناة المادية والمعنوية، علما أن المؤسسة التي يدرس بها في حاجة إلى معلمة للصف الثالث ابتدائي<. ويطالب المعتصمون، المرابطون أمام المقر المركزي لوزارة التربية الوطنية بمعية أبنائهم، وزير التربية الوطنية التعجيل بتسوية أوضاعهم الاجتماعية، وتجاوز حالات الزبونية واللامبالاة بخصوص قضيتهم. عبدلاوي لخلافة