يقصد بطرق التحمل، الطرق التي أخذ الراوي بها الحديث وتلقاه عن شيوخه. وطرق نقل الحديث وتحمله على أنواع، نقدم على بيانها بيان أمور:
أحدها : يصح التحمل قبل وجود الأهلية فتقبل رواية من تحمل قبل الإسلام وروى بعده، وكذلك رواية من سمع قبل البلوغ وروى بعده، ومنع قوم ذلك فأخطؤوا لأن الناس قبلوا رواية أحداث الصحابة: كالحسن والحسين وابن عباس وعبدالله بن الزبير والنعمان بن بشير وغيرهم من غير تفريق بين ما تحملوه قبل البلوغ وبعده، ومن أمثلة ما تحمل في حال الكفر حديث جبير بن مطعم المتفق عليه : أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في المغرب بالطور، وكان جاء في فداء أسرى بدر قبل أن يسلم، وفي رواية للبخاري (.....وذلك أول ما وقر الإسلام في قلبي).
الثاني: يصح سماع الصغير إذا عقل وضبط، عن أحمد بن حنبل أنه سئل : متى يجوز سماع الصبي؟ فقال : إذا عقل وضبط. فذكر له عن رجل أنه قال : لايجوز سماعه حتى يكون له خمس عشرة سنة، فأنكر أحمد بن حنبل قوله وقال: بئس القول !. ونقل القاضي عياض أن أهل الصنعة حددوا أول زمن يصح فيه السماع للصغير بخمس سنين، وهذا رأي الجمهور، وحجتهم في ذلك ما رواه البخاري وغيره من حديث محمود بن الربيع قال: عقلت من النبي - صلى الله عليه وسلم - مَجَّةً مَجَّها في وجهي من دلو وأنا ابن خمس سنين، وبوب عليه البخاري: متى يصح سماع الصغير؟ قال ابن الصلاح والصواب اعتبار التمييز فإن فهم الخطاب ورد الجواب كان مميزا صحيح السماع وإن لم يبلغ خمسًا. وطرق تحمل الحديث ثمانية، وهي: السماع، والقراءة، والمناولة، والكتابة، والإعلام، والوصية، والوِجَادة، نعرضها إنشاء الله في الحلقات المقبلة بالتفصيل .