حذر عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، من خطورة حرارة الصيف القادم على الغابات، " والذي من المرتقب أن يعرف اندلاع أكثر الحرائق هذه السنة مقارنة مع الموسم الماضي، اعتبارا لكون السنة الجارية عرفت تساقط أمطار كثيرة مكنت من انتشار كبير لمختلف أصناف الأعشاب الغابوية التي تسهل اندلاع وانتشار الحرائق. وأكد عدد من ممثلي السلطات المعنية بالتدخل، خلال اجتماع اللجنة التوجيهية للوقاية ومكافحة الحرائق الغابوية،الثلاثاء 5 ماي 2015، على ضعف الإمكانيات والتجهيزات التي تضع مصالح المياه والغابات رهن إشارة فرق التدخل، وعدم التزامها بتوفير الميزانية المخصصة لكل جهاز على حدة، حسب محضر مشترك وقع خلال السنة الماضية، فيما أكد الحافي أن " مشكل الحرائق يعني جميع المصالح وبالتالي فعلى كل جهاز اتخاذ التدابير التقنية والمالية تحسبا لهذه التدخلات التي لا تقتصر مسؤولياتها على مصالح المياه والغابات". ودعا المتدخلون في الاجتماع الذي هم " حصيلة حرائق الغابات لموسم 2014 والدروس المستخلصة وكذا المصادقة على برنامج العمل الخاص بسنة 2015 ، إلى ضرورة توفير المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر الإمكانيات اللوجيستية الكفيلة فعلا بالتدبير الاستباقي لمخاطر حرائق الغابات، من قبيل خرائط ورقية تسهل مأمورية عناصر التدخل في الميدان، والرفع من عدد نقط الماء وتوفير شاحنات بصهاريج كبيرة تمكن من التوفر على كميات كافية من المياه الضرورية في بعض الحالات التي يتعذر فيها على الطائرات التدخل. وفي السياق ذاته، نبه ممثل القوات الملكية الجوية، في كلمة له خلال اللقاء، إلى عدم التزام مصالح المياه والغابات بتوفير التمويل اللازم لمواكبة طائرات التدخل، وهو أمر لا يشجع على استمرار تدخل هذه الطائرات التي تعرف أصلا تراجعا من حيث العدد . وبخصوص الميزانية خصصت المندوبية السامية غلافا ماليا في حدود 184مليون و830 ألف درهم سيوظف لتوفير التجهيزات والوسائل الكفيلة للحد من اندلاع الحرائق وذلك من خلال تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر وفتح وصيانة المسالك الغابوية ومصدات النار بالغابات، وتهيئة نقط الماء)120وحدة (مع صيانة وإنشاء أبراج جديدة للمراقبة، وتوسيع الحراسة الغابوية بالإضافة إلى إعادة تأهيل المسالك، وتعبئة أكثر من 1200 مراقب حرائق ،إضافة إلى الاستعانة ب 5 كنادير. فيما تم تخصيص غلاف مالي قدره12 مليون مليون درهم من أجل التحسيس والتواصل عبر القنوات السمعية والبصرية لتوعية السكان ومرتادي الغابة بأخطار وعواقب الحرائق. وفي هذا السياق تفيد المندوبية أنها قامت منذ السنة الماضية بإرساء نظام معلوماتي خاص على مختلف المهنين والشركاء، يعتمد على خرائط تحدد بالنسبة لكل المجالات الغابوية نسبة مخاطر الحرائق بكل جهات المملكة. يذكر أن عدد الحرائق المسجلة على الصعيد الوطني خلال موسم 2014، بلغ 460 حريقا، هم حوالي 1540 هكتار، 45 بالمائة منها تتألف بالأساس من الأصناف الثانوية والأعشاب والحلفاء. وبخصوص التوزيع الجغرافي للمساحات المتضررة من الحريق، تأتي منطقة الريف (شفشاون -تطوان -طنجة–العرائش- وزان) في مقدمة المناطق المتضررة من الحريق ب143 حالة اندلاع حريق وتضرر مساحة تقدر ب 703هكتار التهمتها النيران، تليها المنطقة الشرقية (الناظور- بركان- تاوريرت)ب 100 حالة حريق و358 هكتار طالته النيران وأخيرا منطقة فاس بولمان ب 19 حالة اندلاع حريق أتت فيها النيران على حوالي 130 هكتار.