سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
على هامش المنتدى الدولي الرابع حول إعادة تجديد دور الدولة بمراكش:رشيد بنمختار رئيس اللجنة العلمية للمنتدى ل ً التجديدً:يجب إفساح المجال للمجتمع المدني لتقديم الحلول الملائمة لمشاكل لم تعد الدولة قادرة على حلها
بعد انطلاق أوراشه حول تقوية الكفاءات في مواضيع الحوار بين الدولة والمجتمع المدني والمقاولات، لترسيخ الديمقراطية والتنمية يوم الثلاثاء الماضي، عرف المنتدى الدولي الرابع حول إعادة تجديد دور الدولة، وتحت مظلة نفس المضامين، مواصلة أشغاله بمدينة مراكش بانعقاد الجلسة الافتتاحية الرسمية مساء أول أمس الأربعاء، وحول أحد اهتمامات هذا المنتدى؛ وهو إشراك المواطنين والمقاولات والجمعيات في توجيه السياسات العمومية، صرح ل ً التجديد ً السيد رشيد بنمختار بن عبد الله رئيس اللجنة العلمية للمنتدى، قائلا إن ذلك أصبح بطبيعة الحال جليا في السنوات الأخيرة، لأن دور المجتمع المدني في العالم تغير وأصبح قادرا على تقديم الحلول الملائمة لمشاكل لم تعد الدولة قادرة على حلها، وأحسن مثال يمكن أن يقدم هو في بنغلادش مثلا، حيث الجمعيات المدنية، تعايش المشاكل مع المواطنين ويجدون بجانبهم الحلول المناسبة في مجالات تقليدية كان من المعتاد أن تقوم بها الدولة، وبهذا يجب على الدولة أن تتيح الفرصة للآخرين للتعبير عن رأي مخالف والوصول إلى حل جماعي ولو لم يكن مثاليا. وعن موضوع الحكامة الجديدة nouvelle gounvernance أو إعادة تجديد دور الدولة وعلاقتها بالفاعليات الأخرى للمجتمع، قال السيد بنمختار إنه يجب أن تكون هذه الحكامة متطابقة ومنسجمة مع واقع العالم الحالي ومع المستقبل كذلك ، بحيث يلاحظ أن التطور العلمي له انعكاس كبير على نوعية هذه الحكامة، لأننا نرى أن التكنولوجيا الحديثة في العالم اليوم هي القائدة والمسيرة لباقي المجالات، مثل الاقتصاد والسياسة وغير ذلك وللتعامل بطبيعة الحال مع هذه التكنولوجيا الجديدة والعلوم الحديثة، يجب أن نتوفر على سرعة للقرار عالية جدا وفي جميع الميادين. ثم أضاف قائلا إن مبدأ اليقين الكلي من الأشياء أصبح متجاوزا لأننا أصبحنا سواء في المجال العلمي أو في الحياة اليومية، لا يمكن أن نتوقع كل شيء يمكن أن يحدث، ولهذا يجب أن يكون الجميع متهيئا للظروف الطارئة، وذلك بتوفير الكفاءات البشرية القادرة على التعامل مع كل المشاكل المستحدثة. ومن جهة أخرى أضاف السيد رشيد بنمختار أن مفهوم الديمقراطية بني على الأسس النظرية للفلاسفة الفرنسيين والبريطانيين في القرنين17و 18الميلاديين، وعلى ما كان جار به العمل في ميدان الحكم في ذلك الوقت، أما الآن فقد أصبح هذا المفهوم يعرف في إطار مختلف، و قال إنه يجب أن يتغير ذلك المفهوم الأحادي للديمقراطية السائدة الآن على الصعيد العالمي، ولا يمكن للدول الكبرى أن تطبق هذه الديمقراطية مع قريناتها بالطريقة التي تفهمها هي فقط، لأن جميع سكان العالم يجب أن يكون لهم الحقوق نفسها والاحترام نفسه، وكذلك يجب أن تتاح للجميع فرص الإفصاح عن مشاكله، ولو كانت مشاكل خارجية تهم العالم مثل المشاكل البيئية... وعن تفادي الوقوع في فخ العولمة، أشار السيد رشيد بنمختار رئيس جامعة الأخوين بمدينة إفران أن هذا هو دور المؤسسات التعليمية كالكليات مثلا، وذلك بتحريك البحوث وحث طلبة العلم على اقتحام هذا الميدان، و بتهييء أطر جديدة لها تفكير جديد ومختلف عما هو كائن الآن، لأنها وحدها القادرة على تبديل رؤيتنا للأشياء في المستقبل. هذا وكان السيد بنمختار قد أشار في وقت سابق، وفي أثناء مداخلته في الجلسة الافتتاحية إلى عدة زلازل اجتماعية وثقافية وأمنية... باتت تهدد المجتمع البشري ومنها مشاكل الصحة والماء والغذاء والانفجار الديمغرافي لأن السنوات القليلة القادمة سيتضاعف فيها عدد سكان المعمور، وبذلك سيزداد ارتفاع عدد المهمشين من الأغلبية الصامتة للفقراء، كما أن النشاط الصناعي والتغييرات الطبيعية ستزيد من أزمة إعداد المدن لمواجهة مشاكلها من توفير الماء الصالح للشرب وباقي الخدمات الاجتماعية. خاصة وأن مليون شخص في كل أسبوع يصبحون من أهل المدينة بفضل حركية المدن المتطورة. ومن جهته صرح الأستاذ عبد اللطيف سندباد ممثل إحدى هيئات المجتمع المدني في هذا المنتدى لً التجديد ً، قائلا إن مقاربة إشراك المجتمع المدني في توجيه السياسات العمومية، يتأسس على الاعتراف والتأييد المتبادل بين الشركاء في قدرتهما معا على تقديم مختلف الخدمات للمواطن، الأمر الذي يتطلب امتلاك الدولة لثقافة جديدة، بعيدة عن الاستفراد وإقصاء المواطنين، ولا يتأتى ذلك إلا بتوفير عناصر من الدولة أو الحكومة للعب دور الإصلاحات الكبرى لتسهيل مداخل الجمعيات المدنية والقطاع الخاص، لإبطال ًمفعولً المركزية وتحقيق تنمية إنسانية مستديمة. وجدير بالذكر أن الجلسة الافتتاحية حضرها، إضافة إلى رئيس اللجنة العلمية رشيد بنمختار، السيد إدريس جطو الوزير الأول المغربي، وممثلة الأمانة العامة للأمم المتحدة السيدة مرفت طلاوي، والسيناتور لياركو سبوريطو ممثل الحكومة الإيطالية التي مولت الأوراش المبرمجة على هامش المنتدى، وممثل البنك الدولي السيد تيودور أهلر. كما يذكر أن هذا المنتدى العالمي الرابع حول إعادة تجديد دور الدولة المنعقد ببلادنا والذي عرف انتهاء أشغاله يوم أمس الجمعة 13 دجنبر، جاء بعد منتديات واشنطن سنة 1999 و برازيليا سنة2000، ونابولي السنة الماضية . مراكش /عبد الغني بلوط