تتصاعد المقاومة الفلسطينية ... وتشتد وتعمل على إرعاب المستوطنين الصهاينة الذين جاءوا لنهب خيراتنا واستيطان أراضينا ... ولا يتورعون في قتل أطفالنا ... وترويع أهلنا ... ومع تشديد الجيش الصهيوني من ممارساته القمعية بحق أهلنا في المواصي على امتداد السهل الساحلي من رفح جنوبا وحتى دير البلح شمالا من حصار وإغلاق ... فان المقاومة الفلسطينية جعلت الصهاينة المستوطنين مرعوبين ....خائفين على حياتهم مما اضطر العديد منهم الهرب والرحيل تحسبا لهجمات فدائية قادمة ... إنجازات المقاومة وإحدى نتائج وإنجازات المقاومة اليوم هو ترسيخ القناعة لدى المجتمع الصهيوني بان المستوطنات تشكل عبئا أمنيا واقتصاديا كبيرا يفوق أي فائدة ممكنة وتتعالى الأصوات كل يوم في المجتمع الصهيوني ... وكذلك في أوساط جيش الاحتلال تنتقد الصمت على دفع الثمن الأمني مقابل عدة عائلات صغيرة من المستوطنين تقطن في مستوطنات نائية أو منعزلة كانت في وقت سابق نواة للتوسع الاستيطاني الكبير في عهد ( السلام المزعوم) فجاءت الانتفاضة لتوقف هذا الزحف الخبيث ... ويتحول الاستيطان نقطة ضعف أمنية. تضليل صهيوني ويدلل المحلل الاستراتيجي في صحيفة هارتس العبرية "زئيف شيف" بالتضليل الذي تمارسه حكومته الإرهابية حتى ضد مواطنيهم ويقول: " كم من سكان (إسرائيل) يعرفون أنه من بين المستوطنات في غزة هناك مستوطنات تقطنها عائلتان أو ثلاث عائلات فقط؟. ومن المشكوك فيه جدا أن يكون النواب ... ومعظم الضباط الكبار في الجيش الإسرائيلي ... واعين لهذه الحقيقة... فرجال الاحتياط الذين ساقهم حظهم الى الخدمة في مثل هذه المستوطنات يصطدمون بهذه الظاهرة... فقد روى أفراد عائلة أحد رجال الاحتياط بأن رجلهم أدى خدمته مع وحدته في مستوطنة لا تسكن فيها سوى عائلتين". مستوطنات معزولة ولا تنحصر المشكلة في الجانب العددي، الذي لا يتيح الحد الأدنى من الحياة المجتمعية، بل إن الدفاع عن مثل هذا المكان في غاية الصعوبة. فعدد الجنود الذين يحمون الموقع حيث المنازل الفارغة في الغالب، يفوق ببضعة أضعاف عدد السكان. ويكاد يكون من المتعذر تقديم عناصر الأمن لبقايا مثل هذه المستوطنات. ضرورة الإخلاء وكان 20 جندياً من الاحتياط في جيش الاحتلال قد بعثوا برسالة إلى الإرهابي شارون يطالبونه فيها بضرورة إخلاء المستوطنات الموجودة فى الضفة الغربية والمنعزلة عن التجمعات السكانية اليهودية، والبدء فوراً في إقامة الجدار الفاصل بين الصهاينة والفلسطينيين. ويعيد الجدل القائم اليوم في المجتمع الصهيوني حول المستوطنات اليهودية في ظل ديمومة عمليات المقاومة الفلسطينية...يعيد إلى الأذهان ما كان عليه الاتجاه العام في الكيان الصهيوني بخصوص المنطقة المحتلة في الجنوب اللبناني قبل تحررها على يد حزب الله. خوفا من الانسحاب وهاجس الانكسار في جنوب لبنان ومشاهد الانسحاب بعد الهزيمة تلاحق الصهاينة حول مستوطناتهم في الضفة والقطاع لذا هم يخشون اليوم الانسحاب حتى من تلك المستوطنات التي تشكل عبئا أمنيا كبيرا عليهم. انكسار عسكري ويؤكد على ذلك المعلق الإستراتيجي " زئيف شيف" وحول ذلك يقول: كثير من الضباط في الجيش يتفقون على أنه من الأفضل التخلي عن مستوطنات منعزلة والانسحاب من مناطق معينة. ولكنه لا يوجد ولو ضابط كبير واحد ذو تأثير على عملية اتخاذ القرارات يعتقد أنه ينبغي عمل ذلك في الوضع الراهن. ذلك أن الفلسطينيين والعرب بشكل عام سيفسرون ذلك كانتصار عسكري. إقامة جدار حدودي ويشدد "شيف" على الرغم من كل هذا بأنه قد قرب الوقت الذي لا يكون بوسع " إسرائيل" بعده تأجيل القرار بهذا الشأن. وحتى القرارات بإقامة جدار حدودي تأجلت على مدى أشهر عديدة بدعوى أن الأمر سيفسر كانسحاب تحت الضغط إلى حدود العام 1967. ومثلما في حالة الجدار، ستأتي لحظة تضطر فيها "إسرائيل" إلى تفضيل طريق معينة وان لم يكن فيها جواب كامل على كل مشكلة ميدانية. جدير بالذكر أن عدد الصهاينة الذين قتلوا خلال الانتفاضة يزيد على 536 حسب إحصائية لجيش الاحتلال الشهر الماضي منهم 320 يسمونهم مدنيين في حين يعتبرون فلسطينيا مستوطنين سواء في رام اللهوغزة أو تل أبيب بالإضافة إلى 216 عسكري صهيوني. الموت قهرا من خلال ذلك يتضح أن المستوطنين يعيشون في مستوطنات فارغة ...وجيتو منعزل داخل الأرض الفلسطينية يتملكهم الرعب ... وتحرسهم الكلاب ... وعدد الجنود في أبراج الحراسة أكثر من عدد العائلات ... وليس أمامهم خيار إلا الرحيل أو الموت قهرا من ضربات المقاومة المتلاحقة . عن المركز الفلسطيني للإعلام