أضفى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية نكهة أدبية وروحانية على أشغال الندوة الدولية التي عقدت بمراكش يومي 24 و25 شتنبر الجاري حول موضوع المرأة المقاولة في العالم الإسلامي، ذلك أنه سرد قصصا من القرآن الكريم والتاريخ الإسلامي حول نساء مبادرات لم يمنعهن حياؤهن، وتمسكن بالآداب والأخلاق من اقتحام ميادين التجارة والأعمال. وقال أحمد التوفيق، في موضوع حول الفعل المؤسس للمقاولة النسائية في الإسلام، إن نماذج كثيرة من تاريخ الإسلام أبانت على أن المرأة قادرة على اقتحام ميدان المقاولة (التي فضل تسميتها المبادرة)، كما هي قادرة على امتلاك ناصيتها داخل مؤسسة الأسرة وخارجها، إذا ما رفعت عن نفسها الحاجز النفسي بتغلبها على هاجس الثقة بالنفس، وأتاح لها الرجل والمجتمع الظروف الملائمة لمزاولة أعمال المقاولة، معتبرا أن عددا من المنتجات التي يبيعها ويغتني منها الرجال هي من صنع النساء، ولا أدل على ذلك من صناعة الزرابي والمنسوجات التقليدية. من جهة أخرى، أكدت رئيسة جمعية النساء رئيسات المقاولات، سلوى كركير بلقزيز، أن الإسلام قدم نموذج المرأة النشيطة اقتصاديا، والتي ساندت الرسالة النبوية في شخص سيدتنا خديجة زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، مبينة أن الإسلام قرر للمرأة الحق في تسيير ممتلكاتها بدون وصاية من أب أو زوج أو ابن، وأبرزت بلقزيز أن المغرب، البلد المسلم، يمتلك ترسانة قانونية، وإطارا سياسيا واجتماعيا يمكن المرأة من المشاركة في جميع الأعمال الاقتصادية، مبرزة بأن بعض الدول العربية والإسلامية مازالت تواجه عراقيل في هذا الاتجاه كي تصبح المرأة مواطنة كاملة المواطنة، تساهم في تقدم بلادها. وأشارت المشاركات، اللائي بلغ عددهن أكثر من 300 مشاركة قدمن من عدة دول إسلامية، إلى التعديلات التي أدخلت على مدونة الأسرة في المغرب، وما فتحته من مجالات أوسع للمرأة في ما يتعلق بالمبادرة الاقتصادية، وخلق المقاولة النسائية الحرة. وقالت رئيسة جمعية الحضن، خديجة مفيد، في تصريح لالتجديد إن محاولة العديد من المتدخلات التأصيل لمبدإ دخول المرأة لعالم المقاولة بالاعتماد على المرجعية الإسلامية هو شيء جميل جدا، مضيفة بأن المرأة المسلمة ما زالت تعاني من عوائق تكبل مبادرتها في هذا المجال، وهي عوائق تاريخية جعلت المرأة في حيز ضيق لا تقدر على اقتحام حيز الرجال، وعوائق ذاتية تتعلق باستعادة المرأة للثقة بنفسها، مضيفة بأن ما قيل عن تخفيف أدوار المرأة ليس متناسبا وطبيعتها، ولكن بالمقابل ينبغي الكلام عن توفير الوسائل اللوجستيكية والأجواء المناسبة لعملها داخل الأسرة وخارجها. عبد الغني بلوط