يستعد حاليا المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، السيد جيمس بيكر لتقديم تقريره الجديد لمجلس الأمن في غضون يناير المقبل تاريخ انتهاء المهلة الإضافية لبعثة المينورسو بالصحراء المغربية. ولكن كانت غالب التحاليل تشير إلى أن هذا التقرير المنتظر لن يختلف كثيرا عن سابقه وأنه سوف يعتمد اتفاق الإطار الذي قبل به المغرب وساندته الولاياتالمتحدةالأمريكية. بالإضافة إلى الموقف الإيجابي لفرنسا ولغيرها من الدول العظمى مع إدخال بعض التعديلات التي لن تخرج عن إطار منح الشعب الصحراوي حكما ذاتيا، فإن إسبانياوالجزائر مازالتا تراهنان، لمصالحهما الخاصة، على حدوث المفاجأة. في سياق ذلك وبعد أن أعلنت إسبانيا أخيرا عن تنظيم استفتاء رمزي لصالح جبهة انفصاليي البوليزاريو قامت هذه الأخيرة في شخص مسؤوليها بزيارة للدانمارك التي ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الإطار التقى المسمى محمد سداتي أحد مسؤولي الجبهة الانفصالية رفقة ممثل هذه الأخيرة بالدانمارك ببعض الهيآت السياسية بها كما تم استقبالهم حسب ما كشفت عن ذلك بعض المصادر من طرف لجنة الشؤون الخارجية للبرلمان الدانماركي ووزير الشؤون الخارجية. كما التقى مسؤولو البوليزاريو في سياق ذلك ببعض الجمعيات الدانماركية التي تعنى بالعمل الإنساني. ويبقى أهم حدث سجلته هذه الزيارة هو مشاركة هذا الوفد الصحراوي في الاجتماع التأسيسي لما يسمى ب"لجنة دعم ومساندة الشعب الصحراوي". موازاة مع ذلك أوردت جريدة الشرق الأوسط عن مصادر جزائرية لوكالة رويترز للأنباء أن الحكومة اليابانية قررت تقديم مساعدات غذائية بقيمة 600 ألف دولار للاجئين الصحراويين المقيمين بمخيمات تندوف. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بسفارة اليابان في الجزائر أن المعونة التي تسعى اليابان لتقديمها لجبهة البوليزاريو هي جزء من المساعدات المقررة في برنامج الغذاء العالمي. جدير بالذكر أن مثل هذه المساعدات الإنسانية عرفت من ذي قبل اختلاسات وتحويلات لفائدة جنرالات الجزائر حيث تمت إعادة بيعها في أسواق غير جزائرية وهو ما أدانته العديد من المنظمات والمؤسسات التي تنشط في المجال الإنساني. ولذلك يخشى أن يكون مصير هذه المساعدات اليابانية نفس مصير مساعدات مماثلة سابقة، خاصة وأن الجزائر هي التي ستتوسط في نقل هذه المساعدات من مطارها بوهران إلى جبهة البوليزاريو. ويرى المتبعون أن هذه السلوكات المناوئة لوحدة المغرب الترابية لن تؤثر في الموقف الدولي من الصحراء المغربية خاصة وأن عددا من الدول سحبت اعترافها بهذه الجمهورية الوهمية في عهد حكومة عبد الرحمان اليوسفي بحكم علاقات هذا الأخير مع العديد من الدول أمام ضعف الدبلوماسية المغربية التي أعطتها الزيارة الملكية لروسيا أخيرا دفعة قوية تم خلالها استدعاء الأسطول الروسي بما يحمل ذلك من دلالات للجزائر الحليف الموضوعي لها في شمال افريقيا. إلا أن تعيين الوزير التقنوقراطي إدريس جطو على رأس الحكومة الحالية يطرح عدة قضايا منها هل يستمر مسلسل سحب الاعترافات بجمهورية البوليزاريو الوهمية. عبد الرحمان الخالدي