افتتح يوم الثلاثاء 17 مارس 2015 بقصر المؤتمرات بمراكش أشغال المؤتمر العالمي الثاني للقراءات القرآنية بحضور أشهر المقرئين في العالم الإسلامي والمختصين في علم القراءات القرآنية من القارات الأربع، وهو المؤتمر المنظم من قبل مركز أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة، بتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء والهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن الكرين والسنة النبوية وعلومهما وهي هيئة حكومية بالكويت، وذلك تحت عنوان التلقي القرآني في العهد النبوي: أنماط ومآلات". وقال الدكتور أحمد عبادي الأمين العام الرابطة المحمدية للعلماء إن التكنولوجيا الحديثة خاصة تلك التي تتيح التناظر المباشر ساهمت بفضل الله تعالى في نشر علم القراءات والتلقي في جميع أنحاء العالم وأصبح المعلم يصحح أخطاء المتلقي وإن تباعدت به المسافات، حتى باتت القارتان الأمريكيتان وأوروبا تحتوي على جملة من محاضن الإقراء ، إضافة إلى انتشارها بلدان العالم الإسلامي. وأضاف عبادي في تصريح للتجديد على هامش الجلسة الافتتاحية أن التلقي النبوي للقرآن الكريم لم يكن مقتصرا على الجوانب الفنية والتقنية، وإنما كان يتعدى ذلك نحو الأخلاق والظهارة وحسن النية، والاستعداد لتحمل المسؤولية، مشيرا أن كل ذلك يعتبر قيمية بمثابة الحاضن للتلقي. وأشار أن أمانة التلقي هي أن يتم تعليم الأجيال اللاحقة والتي وجب ان تكون بهذه المجموعية، وليست مجزأة، أي متصلة بالقرآن الكريم ذكرا وعبادة واستعانة وعبادة. وأشار عبادي أن الحديث عن التلقي في العهد النبوي سوف يضعنا ننهل من هذا العلم القرائي وفروعه ومرافقاته، وسوف نتتبع ذلك إلى جيل الصحابة ثم التابعين، من خلال رصد أعلام هذا العلم طبقة طيقة، ومعرفة إضافاتهم وسوف نصل إلى أن هذا العلم قد أرز (كما ترز الحية إلى جحرها) إلى ربوع المغرب المبارك مع أبي عمر الداني رضي الله عنه، والذي انتهى إليه علم الإقراء، بكل فروعه، ثم عاود الانتشار انطلاقا من بلدنا في مشارق الأرض ومغاربها. وأشار عبادي أن هؤلاء العلماء الحاضرين سجلوا بذلك نوعا من العرفان لهذا البلد الكريم ، والذي استقر فيه أعلى أسانيد علم الإقراء، والمؤتمر يحاول توحيد الجهود من اجل أن يصبح هذا العلم على حاله واضحا، بين البنى وجلي البصمات والمناطات. وأكد عبادي أن بين المؤتمر الأول والثاني تحقق الشيء الكثير، ذلك أن أعمال المؤتمر السابق جاهزة وطبعت محلة المركز وجملة من المؤلفات القيمة والمنظومات في هذا الفن مع شرحها، وهذا أهلنا إلى الارتقاء إلى درجة الحديث عن مراحل التلقي، وهي تعتبر حلقة من حلقات متماسكة ومستمرة. وقال عبادي في كلمة الافتتاح إن أمر هذا العلم لن يصلح آخره إلا بما صلح أوله. وعاب على كثيرين منن يدعون تطبيق كلام الله، وهو في كثير من الأحيان منهم بريء منهم ينكرهم ولا يعرفهم لكثرة الفتن التي أشاعوها باسمه. من جهته عبر الدكتور فهد الديحاني وكيل وزارة الأوقاف الكويتية المساعد عن سعادته بالشراكة العملية التي نشأت بين وزارة الأوقاف الكويتية ومركز ابي عمر الداني والرابطة المحمدية للعلماء، مشيرة في كلمة مقتضبة أنها شراكة مع المتخصصين في الإقراء ،لإعلاء كلمة القرآن الكريم والنهوض بأحد علومه الكبيرة. وشرح الدكتور عبد الرحيم نبولسي مدير مركز أبي عمر الداني في كلمة طويلة أهداف المؤتمر ومراميه والجهود التي بذلت من أجل تنظيمه. يشار أن الجلسة الافتتاحية التي حضرها والي جهة مراكش ورئيس مجلس الجهة بدأت بتلاوة خاشعة للمقرئ الشيخ العيون الكوشي كان له أثر كبير على الحاضرين ويستمر المؤتمر ثلاثة أيام تنظم به أمسيات قرآنية، وتلقى فيها عروض تعرف بالإجازة والإقراء ومعاهدها في عدد من الدول الإسلامية وفي أوروبا وأمريكا، كما تناقش مواضيع هامة في ثلاث محاور هي تلقي النبي لألفاظ القرآن الكريم، والإقراء النبوي، و"مدونات الأمة في موضوع التلقي النبوي، تكشيف وتقويم ونقد".