أعلن رمضان المسعودي رئيس جمعية ضحايا حقوق الإنسان لدى البوليزاريو بطنجة والأندلس في سابقة هي الأولى من نوعها أن جمعيته ستتقدم بدعوى قضائية ضد الأعضاء السابقين و الحاليين للمكتب التنفيذي لجبهة البوليساريو من ضمنهم بعض " القيادات" التي عادت إلى أرض الوطن في الفترة الأخيرة. وقال المسعودي في تصريح ل "التجديد" إن الدعوى تأتي في سياق فضح خروقات البوليساريو لحقوق الإنسان وتصفياتها وتعذيبها المتواصل للمحتجزين المغاربة بمخيمات تندوف. وذكر المسعودي أن هذه الدعوى القضائية ستقدم في محكمة "لاأودانسيا ناسيونال" بالديار الإسبانية بسبب كون أغلب المتقدمين بها هم من الحاملين للجنسية الإسبانية. ونفى السيد المسعودي أي تعارض لهذه الدعوى مع التوجه العام لسياسة الدولة مؤكدا أن مرتكزات جمعيته تنبني على الأساس الحقوقي المحض ولا علاقة لها بالسياسة. وقال إن من حق الدولة أن تتنازل عن الحق العام لكن "الضحايا من حقهم الدفاع عن حقوقهم والسعي لاستردادها". من جانب آخر وتعليقا على التصريحات التي أدلى بها القائد "لحبيب أيوب" لمجلة "جون أفريك لانتيليجان" في عددها المزدوج 2180-2181, قال المسعودي إن الجميع مستغرب من بعض ما جاء في تلك التصريحات. وأضاف أن أعضاء جمعيته يريدون توضيحات من القائد أيوب حول ما جاء في التقرير الذي نشرته المجلة والذي أبرز فيه أنه من المؤسسين لجبهة البوليساريو. وذكر المسعودي أن هذا لا يدعو للافتخار بل يدفع صاحبه إلى الندم على ذلك نظرا لما اقترفه هذا التنظيم من "جرائم" في حق المغاربة والشعب المغربي. وأوضح المسعودي أن " التباهي بتصفية عدة كتائب عسكرية مغربية أمر غير مفهوم". وقال إن كل ذلك يلزم القائد أيوب بتقديم بتفسيرات توضح ما أراد أن يرمي إليه". وذكر رمضان المسعودي أنه إذا كانت تلك التصريحات زلة لسان من "لحبيب أيوب", أو مراوغة من الصحفي الذي حرر التقرير فالأمر مفهوم. لكن المشكل- يضيف المسعودي هو في حالة ما إذا كانت تلك التصريحات صدرت قصدا فعلا من أيوب". وقد حاولت "التجديد" الاتصال بالقائد لحبيب أيوب لمعرفة وجهة نظره لكن تعذر عليها ذلك. ومعلوم أن "لحبيب أيوب" عاد مؤخرا إلى أرض الوطن وحظي بالاستقبال الملكي, وفضح في عدة تقارير صحفية الممارسات الوحشية التي تمارسها جبهة البوليساريو في حق المغاربة المحتجزين في مخيمات "لحمادة". على صعيد آخر قال رمضان المسعودي إن جمعيته استغربت تسليم جائزة "الرافت" الدولية للمدعو محمد دداش -وهو من أنصار جبهة البوليساريو ويوجد في الوقت الحالي رهن الاعتقال بسبب مواقفه المعادية للطرح المغربي ومؤيدة لأطروحات الانفصاليين. وذكر أن هذا التنظيم المدعوم من الجزائر ومن عدة قوى أخرى معادية للطرح المغربي كان وراء تسليم دداش هذه الجائزة لخلق ضجة إعلامية تعيده إلى الواجهة بعد الضربات التي تلقاها من عدة دول سحبت اعترافها به. وذكر المسعودي أن سلطات مدينة "بيرجن" النرويجية قد خرقت بروتوكول تسليم الجائزة الذي تأسست من أجله عام 1986 حين استدعى المنظمون المدعو" محمد خداد" منسق البوليساريو لدى الأممالمتحدة والذي يعتبر متورطا في قضايا خطيرة تهم خروقات حقوق الإنسان المتعلقة بالمحتجزين المغاربة بالمخيمات. واستغرب المسعودي من مواقف بعض المنظمات المغربية غير الحكومية التي تدافع في كل طروحاتها عن 1300 محتجز مغربي فقط يعانون من الأسر في مخيمات الذل والعار مؤكدا أن هذا الرقم خاص فقط بالعسكريين. وأوضح أن الأولوية يجب أن تعطى بشكل رئيس للمدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ والذين يعانون من كل أنواع خروقات حقوق الإنسان التي تمارسها ضدهم جبهة البوليساريو بدعم واضح من الجزائر، مبرزا أن منظمة العفو الدولية سبق و أن طالبت في عدة مناسبات من الجزائر بتقديم المتورطين في هذا الملف الخطير إلى المحاكمة الدولية. ومعلوم أن السلطات النرويجية أعلنت الأحد الماضي عن تسليم المعتقل محمد دداش جائزة "الرافت" التي تخصص لأقدم السجناء السياسيين غير المعروفين عالميا بإيعاز من جبهة البوليساريو. وقد أثار تسليم هذه الجائزة ردود فعل قوية وغاضبة من طرف بعض الهيئات الحقوقية الوطنية التي اعتبرت ذلك مغالطة كبرى لعبت فيها أبواق الانفصاليين دورا كبيرا. أحمد حموش