أثارت جريدة التجديد مرة أخرى، الغبار عن قضية مسابقات ملكات الجمال التي تحاول التأسيس لوجودها بالمغرب وتطبيعها، وجعلها كالخمر والربا والزنى من الأمراض المحتم علينا التعايش معها، والصبر على أذاها، رغم ما تشكله من تهديد لمناعة المجتمع وأسسه. وخيرا فعلت، لقطع الطريق على تجار الأعراض، وجزاري اللحم الإنساني الأبيض، ومقاولي الجمال الجسدي الأنثوي، ولم لا، الذكوري في مرحلة مقبلة، طالما الأمر مرتبط بالطلب واتجاهاته، والسوق واحتياجات صناعاته وخدماته وتجاراته، وبعيد كل البعد عن الدين ومقتضياته، أو على الأقل يعاكس الفطرة السليمة والذوق الإنساني السامي. ملكة الجمال الجسدي؟؟ منصب شرفي سامي، واعتراف مشهود لها من ذوي التخصص المشبوه، ونجاح كبير يفتح باب المستقبل علي مصراعيه، لتستبدل به الفقر بالغنى، والحاجة بالشبع، والإهمال بالاهتمام، والهوان بالمجد. ملكة الجمال الجسدي عنوان لصناعة جهنمية تزداد مع السنين تعقيدا وتقعيدا، توفر منتجات آدمية ذات مواصفات خاصة لصناعات وخدمات أخرى لعل أهمها الدعارة على المستوى الدولي (عولمة الدعارة) ثم الإشهار، الموضة،،، ملكة الجمال الجسدي فقرة من المخطط الشيطاني الذي يجري تنفيذه على الأمة الإسلامية لتفكيك أوصالها ومحو الدين من وجدانها وتعويضه بالسيدا والمخدرات المادية والمعنوية لتسهل السيطرة عليها، والمؤلم في الأمر أن أدوات التنفيذ وطنية مغربية تحمل أسماء إسلامية. أيتها المرأة الطيبة مسابقة ملكة الجمال، سراب يحسبه الظمآن ماءً، طوق نجاة خادع، فخ لاصطياد أجمل الفرائس جسدا، وأفقرهن أفكارا، وأضيعهن روحا، بل وأكثرهن سذاجة وانقياذا، وأضعفهن أمام بريق المستقبل الخادع الذي يصورونه لك. أيتها المرأة الطيبة جمالك ما خلقه الله لتهينيه، وما منحه المبدع لك أنت بالذات، لتعرضيه بثمن بخس في سوق النخاسة على الشواذ ومرضي النفوس، بل إنك حارسة له، مسؤولة عنه، سيحاسبك الله غدا عن كل ما فعلتيه بهبته وكرمه عليك. أيتها المرأة الطيبة إن جمالك، نعمة، ولكنه أيضا فتنة وبلاء وامتحان كبير وخطير، عليك الاستعداد له والصبر على تبعاته، ليتحقق لك النجاح فيه بالإعراض عن نصائح وغوايات الشياطين والشواذ، والإقبال على تعاليم الله ورسوله، ونصائح الصالحين والدعاة. أيتها الفتاة، أيتها الشابة الجميلة الفاتنة نريد منك المبادرة إلى الانخراط في مسابقات من نوع آخر، تسعى إلى إبراز الثراء الروحي للمرأة، غناها العقلي، كرم وجدانها الذي يفيض حنانا ورحمة على الأجيال، تنوع مواهبها التي حباها لها الخالق عز وجل. إنك أيتها الفتاة الجميلة، ذكية بالقدر الذي يكشف لك عن خبث عباد الجسد الغض، وسوء نياتهم الكامنة وراء الابتسامات الصفراء الفاقع لونها والعبارات الجميلة التي يتم إغراؤك بها (حداثة، انفتاح، تسامح..) ويؤكد لك حسن نيات المخلصين من هذه الأمة الذين لا يرضون لك اغتصابا مشهودا وبراءة مسفوكة وسقوطا في مهاوي الذل والهوان. لا، وألف لا أيتها الطيبة الجميلة المسابقات محمودة والمنافسات مرغوب فيها، لكن شرط أن تكون فيما يعود بالنفع على الفرد والجماعة ولا يكون ذلك إلا إذا كانت تسعى إلى إبراز القدرات العقلية والعلمية للمتسابقين (حفظ القرآن والأحاديث، الإنتاج الفكري والأدبي والفني عموما..) أو تنمية القدرات البدنية والتربوية عمومت (مسابقات رياضية..)...فهذا هو البديل النافع المرغوب فيه وهذا هو الجمال الحقيقي الذي ينبغي على الفتاة إبرازه والجهر به، أما جسدها فهولها، ولزوجها المحظوظ بها، فقط. وما يسمى كذبا وزورا بمسابقة ملكة الجمال ويقصدون بالذات الجسد فإنه والله يا بنتي بوابة الهاوية والرذيلة إياك وولوجها. أيتها المرأة الطيبة عرضت النار على رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد أكثر أهلها نساءً، وأنا من هذا المنبر أسأل الله أن يقيك فتن الدنيا ويمكنك من الفوز بالجنة. آمين يا رب العالمين. بورمان عبد السلام