تأكد رسميا أن مجموعة فيفاندي الفرونكو- أمريكية التي تملك 35 بالمائة من أسهم اتصالات المغرب، قامت بشراء شركة ريضال لتوزيع الماء والكهرباء والتطهير بجهة الرباط -سلا، ذلك ما جاء علي لسان أحد المسؤولين بشركة ريضال، الذي أوضح -في تصريح للتجديد- أن عملية البيع هاته قد تمت منذ شهرين تقريبا. وأكد المصدر ذاته أن ثمن الصفقة الجديدة سيكون أكبر من ثمن الصفقة الأولى التي تم بموجبها تفويت قطاع توزيع الماء والكهرباء و التطهير بجهة الرباط-سلا -زمور- زعير إلى كل من فرع شركة «دراغادوس» الإسبانية و شركة «لابلياد» البرتغالية، دون أن يحدد المبلغ الحقيقي للصفقة الجديدة، مكتفيا بالقول: «إن مبلغ الشراء لا يعرف حقيقته إلا الجهات المسؤولة». وفي هذا الصدد ذكرت مصادر إعلامية مغربية " أن المبلغ الذي تم به تفويت ريضال إلى مجموعة فيفاندي بلغ 800 مليون درهم، بينما وصلت قيمة العرض الأول لهذه الصفقة زهاء 1.35مليار درهم." و عن انعكاسات هذا التفويت الجديد على الوضع الداخلي لمؤسسة ريضال، قال المصدر نفسه «بالطبع ستكون هناك تأثيرات إيجابية وطيبة، لأن مجموعة فيفاندي توجد في وضع تسييري ومالي أحسن من الوضع الذي كانت عليه الشركتان الإسبانية و البرتغالية اللتان لا تفقهان في ميدان التطهير شيئا». وبخصوص مستقبل شركة ريضال في ظل الأوضاع المالية الخانقة التي شهدتها مجموعة فيفاندي، والمرتبطة أساسا بمشكل السيولة المالية، أوضح المصدر المقرب أن مجموعة فيفاندي تشتغل من خلال تخصصين، الأول في مجال الإتصالات والثاني في مجال البيئة، هذا الأخير يقول المصدر المطلع «لا يعاني من أية مشاكل حتى الآن «. وحمل المسؤول ذاته السلطات الوصية (وزارة الداخلية) كامل المسؤولية في ما آلت إليه أوضاع شركة ريضال، ومن تم أزمة توزيع الماء والكهرباء والتطهير بجهة الرباط-سلا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن السلطات الوصية كانت على علم بالمستوى السيئ للتدبير والتسير اللذين طبعا عمل الشركتين الإسبانية والبرتغالية، لأن الشركتين المذكورتين يقول نفس المصدر"ليست لهما شهرة فيما يخص تدبير مجال التطهير و توزيع الماء والكهرباء". وأبرز المصدر المطلع أن فيفاندي ستعمل على عدم الرفع من التسعيرة، حتى لا تتكرر المآسي التي عاشت على ايقاعها ساكنة جهة الرباط-سلا، جراء الإرتفاع المهول في قيمة الفواتير. وأشار نفس المصدر إلي أن مجموعة فيفاندي تملك رصيدا كبيرا من التجربة في مجال البيئة علي المستوى العالمي (فرنسا و أمريكا)، مما رفع يقول المسؤول «من ثقتنا في قدرة مجموعة فيفاندي على إنقاذ شركة ريضال من الوضع الذي تتخبط فيه». وشدد المسؤول على ضرورة التعامل بحزم مع بعض المسؤولين الوصوليين والانتهازيين الذين كانوا على دراية بالوضع الهش للشركة، لكنهم فضلوا السكوت نظير تمكينهم من مناصب عليا وراقية، مبرزا أن مثل هؤلاء يشكلون عقبة خطيرة في وجه تقدم شركة ريضال. وقال المصدر المطلع: « اقترحت على المسؤولين الكبار بشركة ريضال في اجتماع معهم، تغيير اسم الشركة كأول خطوة في اتجاه إعادة الثقة إليها»، لأن هذا الإسم يضيف المصدر ذاته «ارتبط في ذاكرة المواطنين بسوء التدبير والمسؤولية عن انفجار الأزمات الاجتماعية وتنامي الاحتجاجات». هكذا استطاعت مجموعة فيفاندي كسب الرهان بخصوص احتكار توزيع الماء والكهرباء والتطهير في 21 جماعة تضم ساكنة تقدر ب 1.2مليون نسمة. يذكر أن مجموعة فيفاندي قد حصلت على عقود التدبير المفوض في مجال التطهير وتوزيع الماء والكهرباء بكل من مدينة تطوان ومدينة طنجة، تخول لها استغلال توزيع الماء والكهرباء لمدة 25 سنة، علاوة عن توقيع اتفاقية مع جماعة حسان بهدف جمع النفايات وتنظيف الشوارع، بالإضافة إلى إصرار المجموعة على شراء 10% إضافية من رأسمال شركة اتصالات المغرب. محمد أفزاز