لا يملك أي متتبع للشأن العام المغربي سوى أن يستغرب من إصرار جهات إعلامية وحزبية على إثارة قضايا خطيرة تتعلق بأخطر القضايا الأمنية في الوقت الراهن، وهي العلاقة مع التنظيم الإرهابي "داعش"، ومن الصادم في هذا الشأن أن لا تتحرك الدولة ومؤسساتها ذات الصلة لمساءلة تلك الجهات التي تزعم، بإصرار غريب، وجود علاقة بين قيادات في حزب العدالة والتنمية بالتنظيم الإرهابي المذكور. وفي هذا الصدد نشير إلى عنوان على الصفحة الأولى بالبنط الغليظ لجريدة يومية يقول:" شباط يوضح علاقة بنكيران بداعش". وليس هناك دولة في العالم تقبل أن ينشر في صحافتها عنوان بهذه الخطورة يتهم رئيس حكومتها، فلا تتحرك كل الأجهزة لفتح التحقيق ووقف المهازل. مناسبة ذلك العنوان الغريب هو إصرار حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، على إعادة اتهاماته التي سبق أن أعلنها في البرلمان وفي الإعلام المغربي ولكن هذه المرة في قناة أجنبية هي قناة "العربية" في برنامج "نقطة نظام". في هذا البرنامج اعترف شباط أنه لا يمتلك أي مستندات حول مزاعمه، لكنه وبحثا عن "تخريجة" لهذايانه الإعلامي في الموضوع زعم أن ما يقوله "تحليل شعبي" وليس تحليلا شخصيا!. في هذا البرنامج قال شباط إن المعركة في العالم اليوم إعلامية وإن على حزبه دخولها، فهل بهذه السقطات الخطيرة التي تمس مؤسسات دستورية في الدولة وحزبا يقود حكومتها يريد شباط خوض هذه المعركة؟ لقد آن الأوان أن تتحمل الجهات المختصة مسؤوليتها لوقف هذا العبث الخطير، وفتح تحقيق حول تصريحات شباط وعنوان الجريدة المشار إليها وفي كل ما نشر وقيل في هذه الملف الخطير.