أقدمت السلطة المحلية بجماعة سيدي عثمان بالبيضاء أول أمس حوالي الساعة الخامسة مساء على هدم قاعة للصلاة ببلوك سيدي عثمان بحجة تزفيت الأزقة، وحسب تصريح لرئيس الدائرة أن هدم قاعة الصلاة هو إزالة كل ما من شأنه أن يعيق عملية التزفيت. وقد أشرف على عملية الهدم أعوان السلطة من مقدمين وشيوخ بشاحنة تابعة للبلدية، و تم سحب شريط التصوير الموثق للعملية من مراسل "التجديد"، واحتج سكان الحي على هذا السلوك الذي يهددهم في وازعهم الديني باعتبار المكان مخصص لأداء الصلوات الخمس، وللعلم فقد تم إغلاق ما يناهز ثلاثين مسجدا بالدار البيضاء فقط. وعلى صعيد آخر تواصل لجن مكونة من رجال الدرك والقوات المساعدة والقواد وممثلين عن نظارة الأوقاف حملات مداهمة وتفتيش لعدة مكتبات في مدن مغربية بهدف مصادرة أشرطة وكتب دينية. فبمدينة قلعة السراغنة اقتحمت مجموعة من رجال الدرك مكتبة "أبو أيوب" الموجودة بساحة الحسن الثاني يوم الثلاثاء الماضي، وأخذت عينة من الأشرطة والكتب، كما تم إجراء تحقيق مع صاحب المكتبة دام أكثر من ساعتين. يقول أبو أيوب عن ظروف هذا التحقيق: "أخذوا من المكتبة 270 شريطا و17 كتابا و170 شريطا أخرى في ألبومات، ويقدر مبلغ ما احتجزوه 5000 درهم، ولم يكتفوا بهذا بل ذهبوا إلى المنزل ودخلوا بأحذيتهم في الفراش وتركوا عائلتي في ذعر كبير"، وعن طبيعة الكتب المصادرة قال صاحب المكتبة: "إنها عبارة عن عناوين فقهية بعيدة عن السياسة مثل "الطريق إلى الجنة"، "شرح الأصول الثلاثة"، "شرح أركان الإسلام والإيمان وما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه"، أما الأشرطة فكانت سلسلة "إصلاح القلوب" وسلسلة "العبادات" وسلسلة "الأخلاق" لعمرو خالد، حتى الأشرطة القرآنية أخذوها أيضا. وبمدينة سطات تعرض ثلاثة باعة لمصادرة الأشرطة التي يحصلون بها قوت يومهم فاق عددها 100 شريط، بحجة أنها من إنتاج تسجيلات "دار القمة". يقول أحد الباعة الأكثر تضررا: "هذه الأشرطة تتضمن دروسا تربوية عادية مثل: "إنه الإيمان"، "كيف نصلي"، "مفسدات القلوب"، "لاإله إلا الله تزيل الهم"... بلغت قيمتها حوالي 1000 درهم". مدينة خريبكة هي الأخرى عرفت حملة تفتيش شملت مكتبتين، فقد تمت مداهمة مكتبة الرابطة الإسلامية بمسجد الحسن الأول وبلغت قيمة الأشرطة المحجوزة ما يقارب ثلاثة ملايين سنتيم، ويرى أحد المتتبعين ، فضل عدم ذكر اسمه :"أن هذه الحملة التي قام بها قائد المقاطعة الأولى لا تعبر عن أي سلوك حضاري واستغلت لتصفية أغرض شخصية فقط". صاحب المكتبة أصيب بانهيار نفسي من جراء ما تعرض له أثناء التفتيش بقوله: "لا أستطيع اقتناء كتب للموسم الدراسي الحالي". أما الحملة الثانية فتمت بشكل حضاري، حيث أخبر صاحب المكتبة من طرف لجنة مكونة من الدرك الملكي بقيادة القبطان والباشا وقائد المقاطعة الأولى والثانية وناظر الأوقاف والمحتسب، وقال أحد أعضاء اللجنة إن هدف الحملة هو تحسيسي ووقائي لتجنب أي تسرب محتمل، وليس هناك أي اتهام لأصحاب المكتبات، وعند التحقيق مع صاحب المكتبة عن سبب اقتنائه لبعض منتجات دار القمة قال: "لقد فضلت التعامل مع هذه المكتبة لأن ثمن الشريط مكتوب على ظهر الغلاف وكذا عنوان المؤسسة المنتجة وهذا يوفر علي مساومات الزبناء ، كما أن نوعية الأشرطة تفيد الناس في تدينهم مثل: "المسلمون في أعين إعلام اليهود" "فرحة الرب بتوبة العبد"، "المواجهة الواقعية للشهوة"، "كتاب الأربعين نووية"... وقال شاهد عيان لحملة التفتيش فضل عدم ذكر اسمه: "المغاربة بطبيعتهم يرفضون التطرف والغلو، وهم ضد كل ما يهدد الوسطية والاعتدال في الدين، ولكن للأسف، نجد أن المصادرة تأتي على الكتب والأشرطة الدينية ولا تطال الأشرطة الماجنة، فمثلا بالقرب من المكتبة الثانية التي تعرضت لحملة التفتيش يوجد ملصق إشهاري لبائع الكاسيط مكتوب عليه عبارة "تعالوا نقصروا اليوم مع الشيخات بخريبكة" مما يدل على أن حملات التفتيش لا تتوقف عن محاربة نوعية خاصة من الكتب والأشرطة ولكنها حملة إجهاز على تدين المغاربة". وبمدينة سلا صادرت لجنة مختصة أشرطة دينية للداعية عمرو خالد من مكتبة الإمام مالك بحي كريمة يقدر مبلغها بمليون سنتيم. المراسلون عبدلاوي لخلافة