لقي الطفل عثمان الزعري (11 سنة) مصرعه يوم الجمعة الماضية تحت كتل من الإسمنت داخل منزل والده، بعد قيام أعوان السلطة المحلية بحي دار 16 الكائن بالكيلومتر 16بطريق الجديدة (جماعة دار بوعزة بالبيضاء) بهدم سقف المنزل الذي شيد حديثا. المساء وبحسب شهود عيان، فإن لجنة مكونة من أعضاء في «شرطة البناء» مصحوبة بالقوات العمومية وجرافة، حلت بدوار «لخيايطة» المتاخم لحي ليساسفة، بعد صلاة الجمعة الماضي، فشرعت في هدم منزل، رجح مصدر من الوكالة الحضرية للمدينة أن يكون قد بني بشكل عشوائي. وقال شهود عيان إن أوامر صدرت لسائق الجرافة بالشروع في عملية الهدم دون إخلاء المنزل من السكان أو إفراغه من الأثاث، فكان أن هدمت الجرافة جزءا من المنزل وتسببت في مقتل طفل يبلغ من العمر11 سنة. وقالت الدكتورة فريدة بوشتة، رئيسة مركز الطب الشرعي في الدارالبيضاء، التي فحصت جثة الطفل، في اتصال هاتفي أمس الأحد مع «المساء»، إن القتيل أصيب بكسور عديدة، مضيفة أن أضلاعه قد تكسرت وثقبت الرئة اليمنى، وهو ما تسبب للضحية في حدوث نزيف داخلي، مشيرة إلى أن سقوط دعامة إسمنتية عجل بموت الطفل. وتقول أم الطفل الهالك إن المقدمين والشيخ حاولوا في بداية الكارثة احتواء الأمر ومساومة الأب، حيث عرضوا عليه مبلغ 300 ألف درهم. وتضيف الأم أن السلطات المحلية قامت بعد مساومة العائلة بمحاولة نقل جثة الطفل واستقدمت لذلك حقيبة خاصة، غير أن عائلة الطفل القتيل رفضت تسليم الجثة وطلبت عون سكان الدوار الذين حاصروا البيت بأعداد غفيرة ومنعوا إخراج جثة الطفل إلا بحضور مسؤولين كبار والقناة الثانية. وخلف مقتل الطفل موجة استياء عارمة لدى سكان دوار «لخيايطة»، وكادت أن تندلع اشتباكات بين السكان الغاضبين ورجال السلطة والدرك بعد الحادثة. وقد تم يوم أمس الأحد الاستماع للمقدمين الثلاثة والشيخ وفردين من القوات المساعدة، الموجودين رهن الاعتقال بسرية 21 مارس، من طرف الضابطة القضائية للدرك الملكي، كما تم الاستماع لأب الطفل عثمان الزعري الذي سلمت له أيضا رخصة الدفن. وأفادت مصادر من العائلة أن السلطات ألزمت العائلة بعدم نقل جثمان الطفل إلى مقر سكن العائلة بهدف منع سكان الدوار من حضور عملية الدفن. وتضيف مصادرنا أن العائلة أجبرت على دفن الطفل عثمان بمقبرة الرحمة، المجاورة لمستودع الأموات، مباشرة بعد تسلم جثمانه وتحت مراقبة السلطات الأمنية التي حضرت بكثافة عملية الدفن وحاصرت المقبرة.