منعت قوات الاحتلال الإسرائيلية الأوقاف والهيئة الإسلامية في مدينة القدس من ترميم الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى رغم حاجته لذلك منذ فترة طويلة. وأكدت الأوقاف أن قوات الحملة الإعلامية الإسرائيلية في الآونة الأخيرة تنطلق من أهداف يمينية قبيل الانتخابات الإسرائيلية. وشددت الأوقاف الإسلامية على أنها هي الجهة الوحيدة المخولة بترميم المسجد الأقصى وليست أية جهة أخرى، رافضة أي شكل من أشكال التدخل الإسرائيلي في شؤون المسجد الأقصى. وقال المهندس عدنان الحسيني، مدير دائرة أوقاف القدس في تصريحات صحفية، أنه مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية ترى الأوساط اليمينية أن موضوع المسجد الأقصى فيه كثير من الإثارة فتسعى إلى الاستفادة من ذلك للفوز في الانتخابات. وأضاف الحسيني "قوات الاحتلال عرضت علينا القيام بفحص الجدار عن طريق شركة إسرائيلية، فرفضا أي تدخل إسرائيلي، وطالبنا بتدخل جهة محايدة لفحص وضع الجدار، وتقديم تقرير مفصل للأوقاف، وبعد أن تم الاتفاق على ذلك، رفضت قوات الاحتلال أن تقوم اليونيسكو بهذا الدور، فحضرت لجنة من الجمعية الملكية الأردنية للقيام بذلك، إلا أنها لم تتمكن من القيام بواجبها لان قوات الاحتلال منعتها من ذلك. وأكد الحسيني أن قوات الاحتلال "تريد اليوم التدخل في قضية الجدار الجنوبي تمهيدا للتدخل داخل المسجد مستقبلا". وأشار إلى أن الجدار بحاجة إلى صيانة مستمرة، لكن ليس بالوضع الذي تروج له قوات الاحتلال، منوها إلى قيام لجنة ما يسمى "منع تدمير الأثريات" بتوجيه رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون زعمت فيها أن ثمة خطرا فوريا لانهيار الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى. وقال الحسيني أنه لو كانت حكومة الاحتلال حريصة فعلا على ترميم الحائط لسمحت للأوقاف الإسلامية بتنفيذ ذلك، مشيرا إلى أنه قبل نحو تسعة أشهر باشرت وزارة الأوقاف العمل في هذا الجدار، وتمكنت من إنجاز 20% من الصيانة، ثم زعمت قوات الاحتلال أن الجدار في حالة الخطر ويحتاج إلى دراسات وشرعوا بالتدخل بشكل مباشر الأمر الذي رفضته وزارة الأوقاف. ولا يستبعد مراقبون قيام قوات الاحتلال في التدخل في الشؤون الداخلية للمسجد الأقصى بحجة الترميم، مما سيثير حالة من السخط في الشارع الفلسطيني أشبه بانتفاضة الأقصى التي أطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي أرئيل شارون حين اقتحم المسجد الأقصى في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر من عام 2000م. جدير ذكره أن قوات الاحتلال تمنع الفلسطينيين من غير سكان القدس من الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة فيها، وتقيم حواجز عسكرية على جميع مداخل المسجد التسعة بهدف اعتقال وتوقيف غير المرغوب في دخولهم إلى المسجد. فلسطين-عوض الرجوب