في الجامعة الحرة لمدينة برشلونة الإسبانية نوقشت أطروحة جامعية متميزة. تميز الأطروحة نابع من كون صاحبها مغربي الجنسية وابن مدينة القصر الكبير، وثانيا من موضوعها المختار بعناية، وثالثا من النقطة المرموقة التي حصلت عليها وهي عشرون على عشرين.، أي بميزة الشرف "حسن جدا". هذا وقد شهد للبحث الأساتذة المشرفون والمناقشون أجمعون بأنه أحسن بحث في إطار الدراسات الاجتماعية بإسبانيا لهذه السنة. يذكر أن عبد اللطيف الشتيوي مراسل لجريدة "التجديد" بإسبانيا. وهذه بعض وقائع المناقشة: كلمة الباحث: الأطفال والشيوخ هم الأكثر عنصرية تجاه المغاربة وحل الهجرة يوجد بالمغرب افتتح المناقشة الأستاذ المشرف على البحث: فرانسيسك بوناموسيا، فقدم التحية ورحب بالحاضرين، ثم دعا الباحث إلى تناول الكلمة لتقديم تقرير عن بحثه. فقام وقال: "صباح الخير لكل أساتذتي المحترمون ولكل من حضر اليوم لمتابعة أشواط هذه المناقشة وشكرا لكم على ذلك. السادة الحاضرون: بحثي يتناول بالتفصيل، أبرز المشاكل التي تعاني منها الجالية المغربية بإسبانيا ويحتوي على خمسة فصول وعلى حوالي 193 صفحة. مما لا شك فيه، أصبح موضوع الهجرة من أهم المواضيع حاليا والتي تشغل الرأي العام في الدول المستقبلة للمهاجرين، وفي هذا الصدد من الضروري الحديث عن أثر الهجرة المغربية إلى إسبانيا على المجتمع الإسباني مع بداية سن: 1990. إذا وبما أني طالب مغربي ومنحدر من أسرة مهاجرة، منذ أحداث أليخيدو وأنا أحس بنفسي مجبرا على إنجاز معمق شيء ما حول واقعنا الدقيق بإسبانيا، مركزا بشكل أساسي على مشكل العنصرية التي ينظر إليها كإحدى الظواهر التي ستفرز نفسها في السنوات القادمة بعد ظاهرة الإرهاب، حسب مفكرين إسبان. ولكن هذا لا يعني أنه ليس هناك هامشا للحديث عن القوى المتضامنة مع المغاربة بإسبانيا إذ هناك منظمات وجمعيات تدافع دائما عن حقوقنا واستقرارنا وعلى رأسها: >الجمعية الإسبانية لمناهضة العنصرية<. هذا البحث وفي فصله الأول يبدأ بتجديد مفهوم العنصرية من منظور المفكرة الاجتماعية الكاطلانية: "كرلوطا صولي". وبعد ذلك تفضلت بشرح نطاقات (أماكن) العنصرية ضد المغاربة: العنصرية في ميدان الشغل، في أغلب جهات إسبانيا، العنصرية عند البحث عن السكن، العنصرية في المقاهي، والعنصرية في الشوارع، وداخل هذا الفصل، حللت نفس الظاهرة حسب الأعمار فاتضح لي أن الأطفال والشيوخ هم أكثر عنصرية تجاه المغاربة (ذوي سن أقل من: 18 ومن 50 إلى 80 سنة)، كما درست الاختلافات بين جهات إسبانيا، حيث الأندلس، كطالونيا ومدريد هي المناطق المعروفة بأكبر نسبة اعتداءات ضد أفراد جاليتنا. في الجزء الثاني من هذا الفصل، حللت بعمق العنصرية السياسية المسؤولة بقسط كبير عن وجود العنصرية الشعبية، وهي تعتمد في استراتيجيتها على قانون الأجانب والسياسة المتعلقة بالهجرة العنصرية البوليسية والعنصرية في القنصليات الإسبانية بالمغرب التي ترفض كل سنة ما يقارب: 800000 ملفا مغربيا. وهذا انعكس سلبا على مهاجرينا غير الموثقين، والأطفال القاصرين وحتى على حقوقنا العلمية والدينية. أما الفصل الثاني فخصصته لدراسة تطور العنف العنصري ضد المغاربة ما بين: 1991 و2002، مترقا لحداث طراشا: 1999. وأحداث إلايخيدو: 2000/2 وقبل، نهايته تحدثت عن تطور العداء للمغاربة بعد سحب السفير المغربي يوم 27 أكتوبر 2001. في الفصل الثالث حللت أهم دوافع العنصرية الإسبانية: الدوافع السياسية، الدينية، التاريخية، الثقافية، الاجتماعية، الاقتصادية، والمتعلقة بسلوك بعض المهاجرين، الإحصائية، الاستراتيجية. ولامبالاة الاتحاد الأوروبي و غياب وسائل الجذب بالمغرب). ثم الدوافع التربوية والإعلامية والنفسية. وفي الفصل الرابع حاولت دراسة احتمالات طرد المغاربة من إسبانيا على المدى القصير، المتوسط أو البعيد) وانعكاساته المحتملة على الاقتصاد الإسباني وعلى السلام المتوسطي، وعلى الإسبان المقيمين بسبتة ومليلية وباقي المدن المغربية. وقبل النهاية تطرقت لواقع العلاقات بين المهاجرين المغاربة بإسبانيا بالقنصليات بالحكومة بالسلطات الجهوية، بالصحافة وبالجمعيات، فلاحظت أن 70% من الذين يشكون من تفشي ظاهرة الرشوة وكل أنواع الفساد الإداري هم من مدينة القصر الكبير ودائرة تطفت ومنطقة بني جرفط وبالأخص أبناء القصر الكبير الذين يلتمسون من حكومة صاحب الجلالة التدخل العاجل، لمعرفة ماذا يجري ببلدية هذه المدينة التي لا تعرف أي نوع من الإصلاح. في الفصل الخير اقترحت نوعين من الحلول: الحلول المبدئية والتي يجب تطبيقها بإسبانيا (الحلول السياسية والتربوية والاقتصادية والاستثمار بجهة الناظوروالقصر الكبير، المصدرين لأكبر عدد من المهاجرين إلى إسبانيا). أما الحلول النهائية فيجب تطبيقها في المغرب وتتمثل في إصلاح مدونة الانتخابات والإصلاح الإداري بصفة عامة حتى على المستوى الجهوي، وحسب المفكر الإنجليزي: نيكل هارسون، فإن الدول المصدرة للعقول واليد العاملة ستجبر على إصلاح نظامها السياسي مع الوقت لاسترجاع طاقاتها.
تعليق الأساتذة: خطوة جيدة ومجهود كبير الأستاذ خوسيي ماسجوان (أستاذ العلوم الاجتماعية بالجامعة الحرة لبرشلونة)، في تعليقه على البحث، قال: "من خلال قراءتي لبحثكم يتبين لي أنك بذلت مجهودا كبيرا وحتى من خلال عرضكم لنقط الموضوع، وما يدل على ذلك هو أنك اعتمدت على مراجع كثيرة وتنوعة (كتابية وشفوية)، إضافة لقيامك باستجواب عدد لا بأس به من المهاجرين المغاربة بإسبانيا. ثانيا: لقد أعجبتني كثيرا بنية (تركيبة) البحث، إذ أنك بدأت بتشخيص ظاهرة العنصرية وبعد ذلك شرحت أسبابها وانعكاساتها وختمت بحثك باقتراح حلول متنوعة لهذه الظاهرة. ثالثا: الموضوع الذي اخترته من أهم مواضيع الساعة، ومن المواضيع المفتوحة لنقاش حاليا بإسبانيا، كما أني أعجبت بطريقة تحليلك لعناصر البحث، باعتمادك على شهادات المهاجرين. هذا من جهة وأما عن بعض النقط القابلة للنقاش والنقد، فلاحظت أنه في بعض الأحيان تختلف في مواقفك مع أن الباحثين الإسبان والمهاجرين، كما أثارت انتباهي بعض الأحكام المفاجئة شيئا ما للقوى السياسية الإسبانية. وعموما ما يبقى أن الموضوع بصفة عامة، حساس، وقابل للبحث من عدة جوانب وما قمت به يعتبر خطوة جديدة في ميدان الدراسات الاجتماعية بإسبانيا، ولي اليقين أن بحثك سيعتمد عليه كثيرا في الجامعات، نظرا لأنه في الحقيقة يجمع ما بين ما هو (صحافي) إعلامي وما هو اجتماعي أيضا". أما الأستاذ جوان سرايونكا (أستاذ متخصص في تدريس "الحركات الشعبية والأقليات العرقية")، فقال في تدخله: "أنا متفق تماما مع صديقي ماسجوان حول المجهود الكبير الذي بذلته في هذا البحث، كما أني مقتنع بأنك نجحت في طريقة ترتيب عناصر البحث بصفة عامة، إذ نك قمت في البداية بعرض الظاهرة ثم حذرت من انعكاساتها الخطيرة وختمت بحثك باقتراح الحلول المبدئية والنهائىة. أنا أعتقد أن موضوع بحثك مهم للغاية حاليا ويمكن لي أن أضعه داخل، شعبة "التاريخ العاجل" و"التاريخ الاجتماعي. ما أثار انتباهي، كذلك هو أنك حاولت أن تخرج بحلول متنوعة وقابلة للتطبيق في بعضها وليس في كلها. كما أنك توفقت في تنويع المراجع باعتمادك على الكتب والمجلات والجرائد، بعض القنوات وعلى الاستجوابات مما يجعل بحثك مهما في ميدان البحث العلمي. وما هو قابل للنقد: أنا أرى أنه من الأحسن أن تبدأ بدراسة دوافع العنصرية في إسبانيا في الفصل الأول، ثم التشخيص في الفصل الثاني. وعموما مع ذلك يبقى البحث مهما للغاية وقابل للدراسة من كل جوانبه نظرا لأنه من المواضيع المفتوحة حاليا وكذلك صالح للدراسات التي تهم ضفة دول ضفتي البحر الأبيض المتوسط".
"تسجيل الشرف" في مرحلة الإعلان عن النتيجة تناول الكلمة الأستاذ المشرف على البحث فهنأ الباحث على عمله وأعلن عن حصوله على ميزة جيدة هي "تسجيل الشرف"، ومماجاء في كلمته: "عبد اللطيف الشتيوي: نظرا لاعترافنا بالمجهود الجبار الذي قمت به في بحثك وإعجاب الأساتذة بذلك فإننا قررنا منحك "تسجيل الشرف" تكريما لك (20/20) على أن تبقى في اتصال دائم بنا".
أما الأستاذ فرانسيسكو بوناموسا (متخصص في تدريس شعبة العنف والإرهاب خلال نهاية القرن 20)، فقال: "أنا أعترف بأن عبد اللطيف ثابر منذ بداية بحثه دون تراجع لذلك توفق في مجهوداته واستطاع صراحة أن يحضر بحثا مثيرا للاهتمام، كما أنه برع في الاعتماد على مراجع كثيرة متنوعة وعلى التقصي والاستجوابات وعلى وثائق حية من الجرائد الإسبانية والمغربية، وحتى على القنوات مثل قناةالجزيرة المعروفة هنا بإسبانيا. من خلال قراءتي للبحث تأكدت بأن عبد اللطيف شخص طموح ويتصف بإرادته القوية واستعداده للقيام بمحاولات متكررة دون ملل. هذا مع بعض الملاحظات حول تأثير مناهج التربية في إسبانيا على وتيرة العنصرية ضد المغاربة. وعموما فإني مرتاح لما قدمه عبد اللطيف في بحثه، وحتى فيما يخص اللغة والنحو فإني مرتاح لمستواه إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه من دولة لا تتكلم الإسبانية في كل مناطقها، ولذلك ومن خلال عرضه يتضح بأنه قادر على تحسين مستواه اللغوي من الحسن إلى الأحسن، بل إني أرى أن عبد اللطيف سيسير بعيدا في طريق البحث العلمي، ولي اليقين أنه سينجح في إنجاز بحثه الموالي، انطلاقا من تجربة بحثه هذا الغني بمحتواه وبمراجعه الكتابية والشفوية المتنوعة".