قالت صحيفة "إلموندو" إن السوريين يشكلون 60 بالمائة من المقيمين في مركز الإيواء في مدينة مليلية المحتلة، وهو ما يمثل 840 سوريا، وأوضحت الصحيفة أنه منذ عدة أسابيع ارتفع عدد السوريين الذين وصلوا إلى مليلية المحتلة مقارنة مع الأفارقة من جنوب الصحراء، مضيفة أنه لأول مرة في تاريخ مركز الإيواء يأوي المركز ثلاثة أضعاف طاقته الاستيعابية، والتي تبلغ فقط خمسمائة شخص. وفي ظل عدم وجود بيانات رسمية لوزارة الداخلية، فإن مصادر الشرطة تقدر أن حوالي 2400 من المهاجرين الذين وصلوا إلى مليلية في عام 2014 هم من الفارين من النزاع السوري. وفي الوقت الذي يتسلل فيه المهاجرون الأفارقة من جنوب الصحراء عبر القفز على الأسوار الشائكة التي تفصل الناظور عن مليلية المحتلة، فإنهم يستعينون بمافيا للدخول إلى مليلية عبر نقط الحدود الرسمية، ويكون ذلك إما بوثائق مزيفة أو بواسطة المغاربة الذين يتعاطون للتهريب من مليلية. السوريون الذين يدخلون إلى مليلية المحتلة يدخلون جماعات كأسر، وليس فرادى عكس الأفارقة جنوب الصحراء الذين غالبا ما يسافرون وحدهم. وعلى الرغم من أن بإمكانهم اللجوء إلى إسبانيا كلاجئين حسب الاتفاقية الدولية لحماية اللاجئين إلا أنهم يفضلون الدفع لمافيات من أجل الحصول على جوازات سفر مزورة تسمح لهم بالدخول إلى مليلية. ووفقا للاتفاقية فإنه لا يمكن أن يتم طلب اللجوء السياسي إلا مرة واحدة في دولة من دول الاتحاد الأوروبي، لكن معظم المهاجرين السوريين لا يريدون البقاء في إسبانيا، ولكن هدفهم هو الذهاب إلى فرنسا أو ألمانيا، حيث يوجد أفراد من عائلاتهم. من جهة أخرى، تجاوز عدد اللاجئين السوريين حاجز ال3 ملايين شخص، وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن ما يقرب من نصف السوريين اضطروا إلى مغادرة ديارهم، والفرار للنجاة بحياتهم، بسبب تعرض السكان في بعض المدن للحصار والجوع، فيما يجري استهداف المدنيين وقتلهم دون تمييز. وأشارت مفوضية اللاجئين في بيانها إلى أن واحداً من بين ثمانية سوريين على الأقل، فروا عبر الحدود، وهو ما يساوي تماماً مليون شخص منذ أكثر من عام، إضافة إلى وجود نحو 6 ملايين و500 ألف نازح داخل سوريا، وأكدت أن أكثر من نصف هؤلاء اللاجئين والنازحين من الأطفال.