تجاوز عدد اللاجئين السوريين الذين يتسللون من الناظور إلى مدينة مليلية المحتلة من طرف إسبانيا عدد المهاجرين الأفارقة، ويحدث هذا لأول مرة رغم أن الهجرة الإفريقية قديمة. ويرغب السوريون بمجرد وصولهم إلى المدينة الانتقال لاحقا إلى إسبانيا ومنها إلى دول مثل فرنسا وألمانيا حيث توجد عائلات لهم هناك. وأوردت جريدة الموندو الإسبانية منذ يومين في مقال مفصل لها معطيات نقلا عن مصادر تابعة لوزارة الداخلية أن السوريين يشكلون 60% من قاطني مراكز الإيواء في مدينة مليلية، وبهذا يتجاوزون خلال الشهور الأخيرة الهجرة الأفريقية التي تعتبر كلاسيكية وقديمة وتعود إلى سنوات طويلة. ويقصد اللاجئون السوريون انطلاقا من الحدود الجزائرية شمال المغرب وبالضبط إقليم الناضور وتطوان بهدف التسلل إلى مدينتي سبتة ومليلية التابعتين إداريا لإسبانيا وهما تقعان شمال المغرب، وإذا نجحوا في التسلل يحصلون على حق الإيواء في مركز الإيواء أو على منزل ضمن المساعدات المقدمة لبعض العائلات السورية إذا تعلق الأمر بعائلة كاملة. ويشهد إقليم الناضور وجودا ملحوظا للسوريين اللاجئين، بحكم القرب من الحدود الجزائرية التي لا تبعد أكثر من 160 كلم. وكان موضوع اللاجئين السوريين قد تسبب في أزمة سياسية بين المغرب والجزائر. وإذا كان المهاجرون الأفارقة يتسللون عبر الأسوار الشائكة التي تفصل مليلية عن باقي المغرب، فالأمر يختلف مع السوريين الذين يتسللون عبر نقطة الحدود الرسمية إما بوثائق مزيفة أو ضمن المغاربة الذين يتعاطون للتهريب من مليلية. ويقوم بعض المغاربة بمساعدة السوريين على الدخول إلى المدينة من باب التعاطف، بينما تؤدي عائلات أخرى جوازات سفر مغربية مزيفة للعبور. وتفيد معطيات وأرقام وزارة الداخلية الإسبانية بوصول أكثر من 2400 سوري إلى مليلية خلال سنة 2014، وعددهم أكثر من الأفارقة. وتعترف في الوقت نفسه أن هدف السوريين هو العبور إلى اسبانيا ولاحقا نحو دول أوروبا مثل فرنسا وألمانيا أو الدول الاسكندنافية بحكم وجود أفراد عائلات لهم هناك. ويعتصم السوريون بين الحين والآخر وسط المدينة أو أمام المباني الحكومية مطالبين بالمساح لهم بالانتقال إلى إسبانيا ولاحقا نحو أوروبا. ولا يبحث المغرب وإسبانيا إشكالية تسلل السوريين عكس ما يحدث في حالة الأفارقة. وتعترف مصادر سياسية إسبانية من مليلية ل «القدس العربي» أنه «في ظل الحرب التي تعيشها سيكون من الصعب طرد السوريين من مليلية من المغرب إذ سيخلف هذا العمل انتقادا حادا خاصة أن الدول الأوروبية لا تفي بوعدها استقبال نسبة معينة من اللاجئين والنازحين». ومن الجانب المغربي، سيكون من الصعب على سلطات هذا البلد المغاربي تبرير استقبال السوريين الذين طردتهم إسبانيا من مليلية، علما أنها تتعرض الآن لانتقادات بسبب قبول أفارقة مطرودين من مليلية. تعليق