في تحرك مفاجئ، انسحب قاضي في ولاية تكساس من قضية أم مسلمة مهددة بفقدان حضانة طفلها خلال أحدى جلسات القضية في 13 أغسطس الحالي. وتم تعيين قاضي آخر وتأجيل القضية حتى 30 أكتوبر 2002. وخلال جلسة 13 أغسطس رفض القاضي طلبا قدمته المحامية المسؤولة عن الدفاع عن الأم المسلمة لاستثناء تقرير وضعته موظفة شؤون اجتماعية عن القضية لاستناد التقرير على عوامل عرقية ودينية. وبعد استراحة - تخللت الجلسة - أعلن القاضي انسحابه من القضية بدون تقديم أية مبررات. وكان من المقرر أن يحكم القاضي في جلسة 13 أغسطس في حق الأم المسلمة في حضانة ابنها البالغ من العمر تسع سنوات، وقد أثار مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) في أوائل الشهر الحالي قضية الأم المسلمة الأمريكية المهددة بفقدان حق حضانة طفلها بعد اعتناقها الإسلام وزواجها من زوج من أصل مغربي. وأبدى المجلس خشيته من تعرض الأم للتمييز بسبب اعتناقها الإسلام مشيرا في بيانه إلى أن وثائق القضية تضمنت إشارات واضحة ضد الإسلام والمسلمين، إذ يقول والد الطفل - والذي يعترف بأن الأم تركته بسبب إفراطه في شرب الخمر أنه يسعى للحصول على حضانة الطفل لكي يربيه في "حياة طبيعية" و"بيت أمريكي". وقالت موظفة الشؤون الاجتماعية التي أشرفت على وضع دراسة اجتماعية حول حضانة الطفل (وضعت ضمن وثائق القضية) أن "اعتناق (الأم) للإسلام وزواجها المرتب (لم يسبقه فترة تعارف طويلة بين الزوجين) من أجنبي هما أمران أساسيان في القضية، وهما بالتأكيد أمران غير معتادين من وجهة نظر الثقافة الأمريكية السائدة". كما ذكرت الدراسة الاجتماعية أن "قرار (الأم أن تصبح مسلمة) صدم ودهش أسرتها والذين يعرفونها ... على الرغم من أن (زواجها المرتب مسبقا) هو أمر معتاد في المجتمع المسلم، وبعيد بشكل واضح عن المسار العام الأمريكي". وقد حث المجلس المسلمين والعرب في أمريكا وخارجها على مد يد العون للأم المسلمة ومساعدتها في تحمل الأعباء المالية للدفاع عن حقها قانونيا. كما أعربت برندا راي - وهي المحامية المسؤولة عن الدفاع عن الأم المسلمة - عن تفاؤلها بإمكانية أن تبقي الأم المسلمة على طفلها في حضانتها، كما أعربت عن تقديرها لسيل المساعدات المالية وخطابات المساندة الذي انهمر على الأم المسلمة، وقالت "كانت موكلتي تشعر بالوحدة والهشاشة، ولكن بعد أن قرأت الخطابات المليئة بالعاطفة الجياشة من مختلف أنحاء أمريكا تحولت إلى إنسان جديد". وتقول لوري جغليط مسؤولة الحقوق المدنية في مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) إن هناك تزايدا واضحا في عدد قضايا حضانة الأطفال التي تتضمن آباء مسلمين - التي تلقتها كير - بعد أحداث سبتمبر 2001 وما تلاها من تشويه لصورة الإسلام والمسلمين في أمريكا، وفي عديد من هذه القضايا يتعمد الطرف غير المسلم تشويه سمعة الأب المسلم أو الأم المسلمة ومحاولة لصقها بتهم كتأييد الإرهاب أو دعم منظمات خيرية تمول أعمال إرهابية، وذلك في محاولة لإثارة مشاعر العداء ضد الطرف المسلم وكسب تأييد القضاة وموظفي الشؤون الإجتماعية على أسس عرقية ودينية. وكرر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) دعوته للمسلمين والعرب في أمريكا وخارجها بمساعدة الأم المسلمة على تحمل تكاليف القضاء الباهظة، ويمكن مساعدتها من خلال التبرع لصندوق أعدته المحامية المتولية مسئولية الدفاع عن الأم المسلمة لهذا الغرض.