دعا ادريس جطو الوزير الأول أول أمس الإثنين بالرباط اللجنة الوزارية المكلفة بالسلامة الطرقية إلى تحديد وضبط التدابير الكفيلة بضمان تطبيق صارم للبرنامج الاستعجالي المندمج لمحاربة حوادث السير. وقال جطو، في كلمة خلال اجتماع اللجنة، إن الظرفية الراهنة وما تفرضه من تعبئة لكافة الأطراف تتطلب تحسيس مستعملي الطريق بعواقب الاستخفاف بالضوابط المنظمة للسير والجولان، وتعزيز نجاعة آليات المراقبة على كافة التراب الوطني، واعتماد المزيد من الحزم والصرامة في زجر كل المخالفات المسببة لحوادث السير. وذكر بأنه تم منذ نونبر اعتماد وتنفيذ برنامج استعجالي مندمج لمحاربة آفة حوادث السير تفعيلا لما التزمت به الحكومة في هذا الإطار، مضيفا أنه على الرغم من أهمية التدابير المتخذة في إطار هذا البرنامج والانخراط الواسع لكافة الأطراف المعنية في بلورته وتنفيذه، فإن عدد حوادث السير بالمغرب وحجم الخسائر المترتبة عنها لازال يشكل مصدر قلق كبير. وأضاف أن الفترة الأخيرة شهدث أحداثا مؤلمة أضافت مآسي جديدة لسجل حوادث السير بالمغرب، مشيرا إلى أنه يتعين محاربة السلوكات اللامسؤولة لبعض مستعملي الطريق بكل الحزم والصرامة. وأبرز أن هذا الاجتماع يجب أن يسفر عن تدابير، واقتراحات عملية تشكل تحولا في تدبير السلامة الطرقية، بما يكفل تعزيز يقظة المصالح المختصة واضطلاعها بكامل مسؤولياتها في هذا الباب، داعيا إلى تشديد المراقبة على وسائل النقل العمومي وفرض التزامها بمعايير الأمان والسلامة، وخلق جو من التعبئة الوطنية وإلى مزيد من التنسيق والتعاون بهدف حماية أرواح المواطنين ووقف هذا النزيف الاجتماعي والاقتصادي. من جهته، قال وزير التجهيز والنقل كريم غلاب، في تصريح للصحافة، إن اللجنة الوزارية المكلفة بالسلامة الطرقية سوف تستعرض الأعمال المنجزة في إطار البرنامج الاستعجالي المندمج لمحاربة حوادث السير، مشيرا إلى أنه بالنظر إلى تصاعد حدة حوادث سير النقل العمومي فإن اللجنة ستعمل على تعزيز مخطط العمل في ما يخص الإجراءات المتعلقة بالنقل العمومي للمسافرين. وأضاف أن اللجنة ستقيس أيضا تأثيرات باقي مكونات مخطط العمل واصفا هذه التأثيرات بالإيجابية، لأن أربعة أشهر من تطبيق البرنامج سجلت انخفاضا بحوالي 7 في المائة في عدد القتلى في سابقة هي الأولى من نوعها منذ .1996 وشهد الصيف الجاري أكثر الحوادث دموية، سجل آخرها نهاية الشهر الفائت حين أسفر اصطدام حافلة للركاب بشاحنة وسيارة أجرة كبيرة بالطريق الرابطة بين مراكش وأكادير عن مصرع ما يفوق 30 قتيلا وإصابة 30 آخرين. وكشفت حينها المعاينة الأولية لهذا الحادث الدموي أن سبب الحادث يرجع بالأساس إلى رعونة ناتجة عن السرعة المفرطة. وهو الأمر الذي يفيد أن تغيير سلوك السائقين وامتلاكهم الوعي الكافي باحترام القانون كفيل بالحد من نزيف الطرقات، ودونه لن تجدي حملات التحسيس والتوعية نفعا. يونس - و م ع