في الوقت الذي يشهد فيه الشعب الفلسطيني أعتى هجمة شرسة من قبل السياسة الشارونية الملعونة يقوم ساستنا بدون حياد بهذه الخطوة التي تسير ضد أهداف الأمة في الانعتاق والتحرر من القبضة اليهودية،بالنسبة للمواطن المغربي خاصة الذي عرف عنه تاريخيا أنه يعادي المشروع الصهيوني، يعتبر هذه الخطوة خطيرة جدا لا تخدم مصالح الشعب الفلسطيني الذي يدعي ساستنا في أكثر من مناسبة أنه يغار على القضية الفلسطينية، بل يعطي انطباعا عند المواطن المغربي أن الساسة العرب كانوا دائما يستعملون قضية فلسطين فقط للاستهلاك ليس إلا، ولذر الرماد في عيون المواطنين، وهذه الورقة كانوا يستغلون بها سذاجة المواطن العربي والمغربي على الخصوص، ولذلك فإن الحكومة خاصة المغربية التي تدعي أنها ضد التطبيع، والتي خرج كثير من رجالات أحزابنا في ما يسمى بمسيرة الرباط، يدل دلالة قاطعة على أن هنالك فعلا كلاما يقال للشعب وعمل يطبق في الخفاء، وما قضية التطبيع في وزارة الفلاحة المعروف ووزارة التعليم والندوات التي أقيمت في المغرب، وقضية بناء ما يسمى بأكبر كازينو في طنجة والذي يشرف عليه الصهاينة برأس مال صهيوني، والاجتماع المشؤوم الذي سينعقد هنالك والكثير الكثير من الأمور في قضية الاتصالات؛ هذا التطبيع الجاثم على قلوبنا فعلا، لا يسعنا فعلا في هذا الظرف خاصة إلا أن نعبر عن استنكارنا الشديد ونطرح ألف علامة استفهام عن أحقية هؤلاء حينما يتحدثون عن قضية التطبيع هذا من ناحية، أما من ناحية واجباتنا نحن وواجبات جميع المغاربة وخاصة ما يسمى مؤسسات المجتمع المدني فأقل ما يمكن المواطن أن يفعله تجاه هذه الخطوة الخطيرة هو: 1 على المستوى الفردي: أن ننكر هذا الأمر بقلبنا على الأقل، وأن يكون للفرد موقف شرعي >من رأى منكم منكرا...< وهل هنالك منكر أعظم من منكر التطبيع مع أعداء الله تبارك وتعالى الذين يحصدون أرواح المسلمين، والمسلمون يستغيثون بالأمة الإسلامية أما على مستوى المؤسسات: المسجد فعلى خطباء الأمة أن يقوموا بدورهم في تنبيه المواطنين بخطورة ما يقع الآن في حكومة التناوب اليسارية، وللمجالس العلمية أن تنخرط في مشروع مناهضة هذه الخطوة الخطيرة، 2 العلماء: أين العلماء؟ أين جمعيات العلماء؟ إذا كانت الخطة التي حاول من خلالها العلمانيون محاربة قطعية ديننا في مجال الأسرة فعليها أيضا ألا تنسحب في هذا الظرف، بيانات لتوضيح هذه الخطوة الخطيرة بالنسبة للمغاربة، والمغاربة والحمد لله لازالوا يظنون خيرا بمؤسساتهم العلمية. 3 بالنسبة لمؤسسات المجتمع المدني على رأسها الأحزاب السياسية. إن سكوت الأحزاب السياسية ونحن نعلم أنها تقوم بتأطير المواطنين إزاء هذه الخطوة الخطيرة: هو انخراط ضمني، فليس هناك موقف وسط هنا، ليست هناك حسابات سياسية تؤخذ؛ الآن الأحزاب السياسية تسكت عن قضية التطبيع لأنها ترى كراسي يمكن أن تضيع منها في الانتخابات القادمة، إذا كان والعياذ بالله من أجل الكرسي يسكت الإنسان على قضية القدس التي هي آية في كتاب الله فهذه اختلالات في المفاهيم، ومنطلقات لا تعرف مصادرها. أما بالنسبة بعد ذلك لباقي الجمعيات خاصة ذات التوجه الإسلامي يجب عليها أن تقوم بالتوعية عن طريق الندوات والمحاضرات وتنشيط الميدان الثقافي خاصة. وإشاعة ثقافة محاربة التطبيع في ظل هذا السكوت المخجل. أما ما يقال الآن عن قضية الحقوق بصفة خاصة والأمر يستدعي السكوت أفضل لأن ما نسمعه من خلال القنوات والفضائيات نقرأ قوله تعالى: (لا يقاتلونكم إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر) كنا نعتقد أن القرى المحصنة هي الجدر والحواجز الإسمنتية، لكن علمنا الآن أن الجدر هي الأنظمة العربية، ويقاتل اليهود الآن العرب في فلسطين وراء هذه الجدر البشرية من الأنظمة العربية التي خذلتنا ولا حول ولا قوة إلا بالله.