إن الحياة أهداف وأفكار ومبادئ والكل يسعى لا محال لتحقيق أهدافه في هذا الوجود وفق مبادئ معينة معتمدا على ما تعلمه وما تفقه. والمؤمن هو في حياة متجددة ومتنوعة نظرا لما يصبو إليه من رضى الله سبحانه ولما يصادفه من تجارب خلا ل مشواره الأسري أو المجتمعي أو الدعوي. ففي كل يوم يواجه واقعة جديدة و حالات متنوعة ومن هنا فهو مطالب من تقاسم تجاربه مع غيره واطلاع غيره على اكتشافاته. واعتقد أخي القارئ أن صفحات جريدة التجديد منبر مفتوح لتعبر فيه عن قدراتك الفكرية وملاحظاتك وتجاربك الفردية. عزيزي القارئ أنا لست بصدد حملة إشهار أو مرافعة لصالح الجريدة فهي غنى عن ذلك بالنظر لما حققته من نجاح في ظرف وجيز وهي حقيقة ساطعة لا يمكن لأحد غمطها رغم كيد الكائدين. لكن ما أردته منك هو أن تشارك المخلصين القائمين على هذه الجريدة والناشرين بها هذا المشوار من اجل خدمة الإصلاح ونشر العلم البناء المفيد ونشر الدعوة. فهل يوجد منا من ليست له وجهات نظر وأفكار هي في الأصل ليست ملك لشخص معين بل هي للجميع وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة). لا تظن أبدا أن اقتراحك وفكرتك غير نافعة أو أنها لا تجدي ولا طائل منها. ما أدراك أنت؟ ارمها اغرسها علها تثمر ( من كان في يده فسيلة فاستطاع ألا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا تدع أخي القارئ الفكرة التي مرت بذهنك تذهب سدى. هيا سارع وافتح مذكرتك وخذ قلمك واكتبها ولا تنشرها اليوم دعها تتخمر حتى تنضج ثم بعد ذلك انشرها. ومن قال لك أنها لا تنفع أو دون المستوى أو لا تصلح للنشر فليس لك الحق الحكم المسبق عليها اترك غيرك أن يحكم فقد يرى غيرك ما لا تراه أنت. أنا اكتب وأنت لا تكتب أو أنت تكتب وأنا لا اكتب فما الذي يمنعني أو يمنعك لست افضل مني أو لست أفضل منك فربما الظروف مهيأة لك اكثر مني أو مهيأة لي أكثر منك وإمكانياتك احسن بكثير من إمكانياتي أو إمكانياتي أحسن من إمكانياتك. وبهذا تجعل لنفسك هدفا تعيش لأجله وتعطي لحياتك ولوجودك معنى وقيمة وما فائدة العيش في هذه الحياة دون أن يكون لنا هدفا ساميا نسعى من اجل تحقيقه. ولا أكون مخطئا أن قلت لك عزيزي القارئ قد نلوم شخصا على أي شيء يعمله إلا على أن يكون له طموح. تطلع إلى مستقبل مشرق وادخل في دائرة العلم والعلماء. قال الله تعالى ( إنما يخشى الله من عباده العلماء). كتبت هذه الخاطرة وأنا اعلم علم اليقين أن الكثير منكم بحوزته مواضيع وأفكار جيدة وهامة لكن هناك من يتردد في المبادرة بها لسبب أو لآخر، لكن ما المانع من المساهمة في الإصلاح ولو بالقلم انشر أفكارك واجتهاداتك و تجاربك لماذا الانتظار؟ من قال لك إن ما تحتفظ به في أدراج مكتبك أو خزانتك لا ينفع ولا يصلح؟ انظر ماذا أنجزت وماذا فعلت بعلمك انهض وأسرع قبل فوات الأوان. أملي أن تكون قد فهمت ووعيت ما أردت أن أقوله لك لذا سارع وبادر بتميز وبدون تحيز. د.لشهب عبد الحميد