أوضح العديد من الباحثين والمراقبين في مدن مختلفة من المغرب بأن عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى اعترتها في أيامها الأولى صعوبات على عكس مدن أخرى، تمر فيها العملية في أجواء عادية. ومن بين الصعوبات المطروحة ما يرتبط بالاستمارة التي قيل فيها إنها معقدة، وإن العدد الذي أعطي للباحثين قليل. وفي موضوع آخر كشف أحد المراقبين المكونين لمراسل التجديد بمدينة سطات أن مجموعة من الذين خضعوا للتكوين "لم يستوعبوا دروس التأطير الإحصائي الذي جرى في الفترة من 16 إلى 27 غشت الماضي"، وأشار مراقب آخر في السياق ذاته إلى أن المدة المخصصة للتكوين "كانت غير كافية بتاتا". ونبه بعض الباحثين إلى ملاحظتين شابتا عملهم، أولهما أن توزيع عدد الأسر على المناطق الإحصائية لم يكن أحيانا متكافئا، وأن بعض المناطق وجد الباحثون فيها تفاوتا بين التقديرات التي زودوا بها في الوثائق الموجهة لعملهم (الأعمال الخرائطية)، والمعطيات الواقعية من حيث عدد الأسر، فقد فوجئ أحدهم بأن المنطقة الموكولة إليه تقطن بها ما يقارب 500 أسرة، في حين يفترض أن يكون لديه 170 أسرة فقط. وفي العاصمة الاقتصادية، ذكر أحد مراسلي التجديد بأن الباحثين استحسنوا تعيينهم بالقرب من أماكن سكناهم على عكس ما حصل في إحصاء سنة ,1994 ونقل عن بعضهم قوله إن عملية الإحصاء "مرهقة لأنها تمتد لساعات طويلة من الصباح إلى المساء". وحول ما إذا اعترضت الباحثين بعض المشاكل الأمنية في المناطق المعتبرة مناطق سوداء، أوضح المصدر ذاته أن جلها يوجد حيث أحياء الصفيح المنتشرة في الدارالبيضاء، وبأنه على عكس ما يمكن اعتقاده، فإن أهل هذه الأحياء تفهموا هذه العملية الوطنية ويسروا مهمة القائمين عليها، ظنا منهم أن الغرض منها هو إحصاؤهم لترحيلهم من مساكنهم غير اللائقة إلى أخرى لائقة. وصرح مصدر مطلع من مدينة خريبكة أن عملية الإحصاء تتواصل في أجواء طيبة، وتلقى استجابة من الساكنة، سواء في الوسط الحضري أو القروي، مضيفا أنه لم تسجل ملاحظات سلبية عليها لحد الآن. وأضاف أن الجهات الساهرة على نجاح العملية تحرص على ألا تتوقف هذه الأخيرة على أي حال، وأن الباحث الذي يتغيب أو يمرض يستبدل باحتياطي ليقوم مقامه. وفي شمال المغرب، ذكر أحد المراقبين في جهة طنجة تطوان ل التجديد أن الباحثين عانوا من بعض المشاكل في عملهم اليومي، من بينها قلة عدد الاستمارات الممنوحة لهم، سيما وأنه اشتُرط عليهم بألا تتعدى الأخطاء المصححة على ورقة الاستمارة خمسة، وإلا أعادوا ملء استمارة جديدة. وبعيدا عن جهة طنجة تطوان، حكى باحث إحصائي بمدينة إنزكان (جهة سوس ماسة درعة) لالتجديد ما يجده زملاؤه من عنت في عدم تجاوب بعض الساكنة معهم، سيما في بعض الأحياء الشعبية مثل حي تاراست، وقال إن فئة من الباحثين أنهكتهم مشقة الإحصاء في ظل هذه الظروف، فهددوا بالتخلي عن المهمة. محمد بنكاسم