شرع منذ الاثنين في بعث الوثائق المنجزة في الإحصاء من استمارات للأسر والمسكن من مختلف مناطق الإحصاء في المغرب، وذلك بعد أن انتهت عملية الإحصاء بالميدان. وذكر مصدر مطلع في المندوبية السامية للتخطيط لالتجديد أن مرحلة استقبال وتجميع الوثائق المعبأة في مصالحها المركزية بالرباط ستستغرق مدة تقارب 13 يوما، وسيتم الاستقبال بطريقة منظمة ووفق جدولة زمنية لتلافي إرسال ملايين الاستمارات جملة واحدة. وبالموازاة مع ذلك تبدأ عملية تحصيل المعطيات بطريقة القراءة البصرية، والتي تمر خلالها الوثائق عبر جهاز الماسح الضوئي (سكانير)، وتُرقم ثم تخزن في الحاسوب على شكل صور، ويستطيع جهاز السكانير أن يعالج ما يقارب 60 وثيقة في الدقيقة. وحسب تصريح تلفزي أدلى به المندوب السامي للتخطيط، أحمد لحليمي، أول أمس الاثنين، فإنه >لن يمر شهران من الآن إلا وسنتعرف على عدد السكان القانونيين للمغرب (كل مقيم في المغرب منذ ستة أشهر سواء كان مغربي الجنسية أو أجنبيا)، على أن تكون المعطيات التفصيلية عن الخصائص الديمغرافية والسوسيواقتصادية لساكنة المغرب متوفرة في أفق خريف .2005 وسيكون على أعضاء أسرة التعليم المشاركين في الإحصاء أن يستأنفوا عملهم في المؤسسات التعليمية مباشرة بعد انتهاء العملية، وبدون أخذ قسط من الراحة كما طالب العديد منهم في الأسابيع القليلة التي سبقت الإحصاء، وإبان مرحلة تكوينهم، وقد عللوا طلبهم هذا بأن الإجهاد والتعب سيكون قد نال منهم بعد المجهود الذي بذلوه في الإحصاء. وبخصوص تعويض أعوان الإحصاء من باحثين ومشرفين ومراقبين، ذكر المندوب السامي أن نحو 150 ألف حوالة بريدية وجهت في آخر يوم من أيام الإحصاء إلى المديريات الجهوية لوزارة المالية قصد التأشير عليها وتسليمها لمستحقيها، وتهم هذه التسبيقات فترة التكوين وجزء من مرحلة إنجاز الإحصاء (إلى حدود 6 شتنبر)، وحسب تعهد المندوب السامي فإن تسليم التعويض الإجمالي سيتم في الشهر المقبل بعد تحديد القوائم النهائية للمشاركين ومدة مشاركتهم، وقد خصص غلاف مالي قدره 82 مليون درهم لتعويض أعوان الإحصاء. وشدد المصدر سالف الذكر على أن عملية الإحصاء مرت بشكل جيد في عمومها، وأنها شملت كل المواطنين المغاربة في بيوتهم ومحلات إقامتهم، وأن الذين تم إغفالهم لا يشكلون نسبة 1 %، فمثلا لم يتبق في مدينة الدارالبيضاء إلا 40 أسرة هي في عداد الأسر الغائبة التي طرق بابها المكلفون بالإحصاء مرات ولم يجدوا أحدا، وأضاف أن نهاية الأسبوع الماضي خصصت للتأكد لدى الأسر بأن الكل تم إحصاؤه، سيما وأن بعض العائلات كانت غائبة في سفر أو عطلة ولم تعد إلا في آخر عملية الإحصاء، وقد زار أعوان الإحصاء رفقة أعوان السلطة كافة أرجاء مناطقهم الإحصائية للاستفسار عن الغائبين وأخذ معلومات عنهم. محمد بنكاسم