بدأت، يوم الأربعاء 19 نونبر 2014، أعمال الدورة الثانية لقمة الشراكة الأفريقية التركية، في عاصمة غينيا الاستوائية مالابو، بعقد اجتماع تمهيدي على مستوى السفراء، سيبحث سبل التعاون بين أفريقيا وتركيا على الصعيد السياسي والاقتصادي والصحة وقضايا الأمن والسلام. وأفادت مصادر دبلوماسية أنَّ القمة ستتناول في اجتماعاتها، المستمرة حتى 21 نوفمبر 2014، سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين تركيا والبلدان الافريقية وإقرار خطة عمل بين عامي 2015-2018 والتي تتضمن بحث مسائل "التشاور في القضايا السياسية" و"التعاون ضمن إطار الهيئات الدولية" و"التعاون بين الكتل الاقتصادية الإقليمية ومؤسسات المجتمع المدني" و"تشجيع التجارة والاستثمار" و"التعاون في مجالات الزراعة والصناعات الزراعية والتنمية الريفية وإدارة الموارد المائية وتنمية المشاريع الصغيرة ومتوسطة الحجم" و "التعاون في مجال الصحة" و"التعاون في مجال الأمن وإحلال السلام" و"بحث قضية الهجرة" و"التعاون حول البنية التحتية والطاقة والتعدين والنقل" و"السياحة والثقافة والتعليم" و "التعاون في مسائل الإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات" و"تنظيم المنتدى التركي-الافريقي للإعلام" و"التعاون في مجال البيئة" و"التعاون في مجال الرياضة والشباب". وتنظَّم القمة تحت شعار "نموذج جديد للشراكة من أجل تنمية مستدامة لأفريقيا وتعزيز تكاملها" ويمثل تركيا رئيس جمهوريتها رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، على رأس وفد مؤلف من 200 شخص يمثلون قطاع الأعمال. ويشارك في القمة عدد من البلدان، يمثلون القارّة بأسرها، حيث تمت دعوة موريتانيا، رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، وإثيوبيا، رئيسة الدورة السابقة، والجزائر ونيجيريا وجنوب أفريقيا والسنغال وليبيا وزيمبابوي وكينيا وغانا وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر. ومن المنتظر أن تكون المشاركة من البلدان المذكورة على مستوى رئاسة الدولة في القمة، إلى جانب مراقبين من 32 دولة أفريقية. وسيحضر القمة إلى جانب الرئيس التركي الرئيس الموريتاني ورئيس غينيا الاستوائية ورئيس التشاد ورئيس الدولة المراقبة "بنين" ورئيس الوزراء الجزائري ومن غير المنتظر حضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للقمة. وبدأت تركيا سياسة الانفتاح على القارة الأفريقية عام 1998، واكتسبت زخمًا مع إعلان الاتحاد الأفريقي تركيا شريكًا استراتيجيًّا عام 2008 الى جانب عقد قمة التعاون التركي-الأفريقي في العام نفسه بمدينة اسطنبول، لتدخل تركيا عام 2013 كلاعب أساسي في سياسة الشراكة الأفريقية. وساعدت سياسة الانفتاح التركية على أفريقيا، وهي مبنية على مبدأ "الشراكة المتساوية والمصلحة المتبادلة"، على تحقيق تقدم سريع في الكثير من المجالات، ومنها حجم التجارة وآليات الحوار السياسي والأنشطة التربوية والاستثمارات الاقتصادية. وتعد تركيا ثالث دولة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية للقارة السمراء بعد الولاياتالمتحدة الأميركية وبريطانيا، حيث بلغ حجم المساعدات التركية 800 مليون دولار منذ عام 2012. وذكرت مصادر دبلوماسية تركية، أنَّ الرئيس أردوغان رفض تأجيل موعد القمة، بسبب مرض إيبولا المنتشر في غرب القارة الافريقية، وأشارت المصادر أنَّ قرار أردوغان يُظهر مدى الأهمية التي توليها تركيا لهذه القمة، وسيغادر أردوغان الجزائر، التي وصل إليها اليوم، متوجهًا إلى مالابو، للمشاركة في أعمال القمة. وكان من المزمع عقد القمة الثانية في إحدى البلدان الأفريقية بموجب آلية المتابعة التي وُضعت في قمة اسطنبول، إلا أنها تأجلت بسبب خلافٍ على استضافة القمة بين غينيا الاستوائية وإثيوبيا، إلى أن تمَّ التوصل إلى اتفاق لعقدها في مدينة مالابو، عاصمة غينيا الاستوائية ما بين 19 و21 من نوفمبر الجاري. ومن أهداف سياسة الشركة الأفريقية المعلنة، المساهمة في تحقيق السلام والاستقرار في القارة الأفريقية، والمساعدة على تنمية البلدان الأفريقية اقتصاديًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا، وذلك بتقديم مساعدات بلا مقابل في العديد من المجالات، والمساهمة في تطوير الموارد الأفريقية بحيث توفر المنفعة للإفريقيين، وتطوير العلاقات بين الجانبين على أساس الشراكة المتساوية والمصلحة المتبادلة. ويرفرف العلم التركي في سماء 39 دولة أفريقية توجد فيها سفارات وقنصليات ومكاتب حكومية.