أفادت الجمعية المغربية لأمراض الروماتيزم بأن مرض هشاشة العظام يصيب 30 في المئة من المغاربة معظمهم من النساء، كما يصيب 35 في المئة من المغاربة الذين تفوق أعمارهم 50 سنة، و60 في المئة ممن تفوق أعمارهم 60 سنة. وأوضحت الجمعية بمناسبة الحملة التحسيسية بأمراض الروماتيزم ( 12 أكتوبر- 12 نونبر 2014 ) التي تنظمها تزامنا مع اليوم العالمي لمحاربة هشاشة العظام ( 20 أكتوبر )، للتعريف بأهم الأمراض الروماتيزمية وضرورة التشخيص المبكر لتفادي التشوهات والإعاقة التي قد تنتج عن التشخيص المتأخر، أنه نتيجة لنسبة الإصابة المرتفعة، فإن امرأة من أصل اثنتين تقريبا معرضة للإصابة بكسر على الأقل خلال حياتها، مبرزة أن الأمر يتعلق بحقيقة صادمة تدرج هذا المرض ضمن خانة المشاكل الأساسية للصحة العمومية. وكشفت دراسة علمية مغربية قام بها فريق من مصلحة أمراض الروماتيزم بمستشفى ابن طفيل التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش لدى أطباء متخصصين في هذا المجال، أن المصابين بأمراض الروماتيزم في المغرب يتأخرون في استشارة الطبيب. وتبين الدراسة، التي أجريت على عينة تضم ألف شخص مصاب بأحد أمراض الروماتيزم، ما بين أبريل وشتنبر 2010 في القطاعين العام والخاص، أن 20 في المئة من المرضى يجدون صعوبة في ولوج العلاجات لأسباب تتعلق بالبعد عن مراكز العلاج، و 58 في المئة لا يتوفرون على تغطية صحية. وحسب نفس الدراسة، فإن 71 في المئة من المرضى يتأخرون عن زيارة طبيب أمراض الروماتيزم لمدة تفوق بكثير ثلاثة أشهر بعد ظهور الأعراض الأولى للمرض، و41 في المئة يستشيرون الطبيب بعد سنة من ظهور الأعراض، و8 في المئة فقط يزورون الطبيب المتخصص في هذه الأمراض بعد ثلاثة أشهر من ظهور المرض. ويعزو هؤلاء المرضى سبب تأخرهم عن استشارة الطبيب إلى نقص الإمكانيات لتأمين أجر الطبيب المتخصص، وعدم توجيه الطبيب العام للمريض في الوقت المناسب، وطول مدة انتظار الموعد بالنسبة لأمراض تسبب آلاما لا يمكن تحملها لمدة طويلة، لدرجة تجعلهم يلجأون إلى علاجات تقليدية أو التداوي بشكل تلقائي. ووفق نفس الدارسة، فإن 76 في المئة من المرضى جربوا العلاجات التقليدية، حيث لجأ 18 في المئة منهم إلى التداوي بالأعشاب، و40 في المئة استعملوا وصفات تقليدية من قبيل الحجامة (16,2 في المئة) والكي (12,9) و"الجبار" (9,5) والحامات (4,2) ورمال مرزوكة (0,9) ووخز الإبر (0,2) ولسعات النحل (0,1). وأكدت الدراسة أن هناك رهانا كبيرا مطروحا على أطباء أمراض الروماتيزم المغاربة يتمثل في تدقيق مجالات تخصص طب أمراض الروماتيزم ليتمكن المرضى من استشارة الطبيب في الوقت المناسب وتفادي أي شكل من المضاعفات المرتبطة بأمراض من قبيل هشاشة العظام أو اعتلال المفاصل. وإذا كانت الإصابة بأمراض الروماتيزم ليست أمرا حتميا، بل يمكن بفضل التشخيص المبكر تفاديها أو التخفيف من حدتها، فالكلمة الفصل تبقى هي التحسيس والوقاية، ومحاربة عوامل الخطر من خلال تغيير بعض جوانب نمط العيش وتناول أطعمة غنية بالكالسيوم وممارسة الرياضة بشكل منتظم.