دعا طلبة هونغ كونغ الذين يقودون حركة المطالبة بالديموقراطية اليوم الجمعة زملاءهم الى التجمع بأعداد كثيفة ولفترة طويلة وهددوا بتوسيع نطاق احتلالهم لمناطق في المدينة بعدما الغت السلطات المحلية لقاء مع المتظاهرين. وكانت حكومة هونغ كونغ الغت الخميس لقاء مع الطلبة بعد ان هددوا بتعزيز تواجدهم في الشوارع الرئيسية اذا فشلوا في انتزاع تنازلات من الحكومة. وقالت المسؤولة الثانية في الحكومة المحلية كاري لام ان "اسس الحوار البناء قد نسفت. ولا يمكن ان نعقد لقاءا مثمرا غدا". وقالت "لا يمكن استخدام الحوار ذريعة لحث المزيد من الناس على الانضمام الى حركة الاحتجاج"، مضيفة "على ناشطي الاحتلال غير المشروع التوقف". وغداة هذا الاعلان، طلب المتظاهرون الذين ما زالوا يحتلون ثلاثة مواقع في هونغ كونغ انما بأعداد تضاءلت كثيرا منذ بداية الاسبوع، من انصارهم التجمع في الساعة 19,30 (11،30 تغ) الجمعة قرب مقر الحاكم بوسط المستعمرة البريطانية السابقة. وقال احد قادتهم جوشوا وونغ "تعالوا لتحتلوا الشارع امام المباني العامة. اجلبوا الخيام لتأكيد تصميمنا على مواصلة تحركنا لفترة طويلة". من جهتها، صرحت يوكي لو (21 عاما) التي تدرس التمريض، لوكالة فرانس برس "سابقى هنا حتى تتحدث الحكومة الينا". اما اليكس شاو الذي يشارك في قيادة حركة الاحتجاجية الطلابية، فقال "نخطط لتحرك اوسع عبر التصعيد (الحملة) اذا اصرت الحكومة على رفض الاجتماع". وتواجه هونغ كونغ اسوأ ازمة سياسية منذ عودتها الى الصين في 1997. وقد وافقت الصين على اعتماد الاقتراع العام المباشر في الانتخاب المقبل لرئيس السلطة التنفيذية في هونغ كونغ في 2017، لكنها تنوي الاحتفاظ بالاشراف على الترشيحات. الا ان الحركة المطالبة بالديموقراطية ترفض ذلك. وحذر محللون اليوم الجمعة من ان انهيار المحادثات يدفع المواجهة بين المحتجين والحكومة باتجاه منحى خطير بينما يصر كل من الطرفين على موقفه. وقال المحلل السياسي في معهد التربية في هونغ كونغ ساني لو "انها ليست اشارة جيدة حاليا والحرارة ترتفع". لكن مايكل ديغولير الاستاذ في جامعة هونغ كونغ المعمدانية قال ان رد فعل عنيفا من الشرطة لن يؤدي الا الى تفاقم حركة الاحتجاج. وقال ان خطوة كهذه "ستكون عمل هيمنة لا ضرورة له اطلاقا". ويطالب المتظاهرون ايضا باستقالة رئيس السلطة التنفيذية ليونغ شون-ينغ معتبرين اياه دمية في يد بكين. ومنذ 28 سبتمبر، نزل عشرات الاف الاشخاص الى الشوارع. وعادت الحركة الاثنين الى طبيعتها لكن عددا صغيرا من المتظاهرين ما زالوا يحتلون ثلاثة مواقع في هونغ كونغ ويقفلون شوارع بالسواتر. ويعتبر المحللون ان الوضع يمكن ان يستمر بضعة اسابيع، لان ايا من الطرفين غير مستعد على ما يبدو لتقديم اي تنازل. وقال ساني لو المحلل في معهد التعليم في هونغ كونغ ان الحكومة انزعجت من قرار النواب المؤيدين للديموقراطية في المجلس التشريعي اطلاق حملة التعطيل. وقال "هذه ليست اشارة جيدة، التوتر يزداد في وخارج المجلس التشريعي". واضاف "اذا استمر التحرك بضعة اسابيع اضافية، اعتقد ان تدخل الشرطة سيكون ضروريا". وتلتزم الشرطة الحذر منذ تصدت للمتظاهرين بالغاز المسيل للدموع في 28 سبتمبر. وقد أسفر تحركها عن ازدياد عدد المتظاهرين والاستنكار في هونغ كونغ والخارج. وقال اد شين المسؤول في صندوق المضاربات والعضو في اوكوباي ابرز منظمة تنادي بالديموقراطية، ان الاعتصامات ستستمر. وقال ان "الطلبة سيحتلون ادميرالتي" قرب مقر الحكم "فترة اطول من المتوقع"، مؤكدا ان "هذا يمكن ان يستمر بضعة اسابيع اضافية الا اذا فرقتهم الشرطة بالقوة". وفي الوقت نفسه، يبدي المسؤولون عن التظاهرات كثيرا من الحذر، بسبب الاضطراب الذي يعتري الحياة اليومية لسكان هونغ كونغ السبعة ملايين.