واصل آلاف المتظاهرين احتلال الطرق الرئيسية في هونج كونج اليوم الإثنين (29 سبتمبر ) مما أثر على الشركات والمدارس المجاورة. وهذه الاضطرابات هي الأسوأ منذ عودة هونج كونج المستعمرة البريطانية السابقة إلى سيادة الصين في 1997. وامتلأت الاجواء بسحب من الغاز تسللت إلى أبراج مكتبية ومراكز تجارية من أرقى أبراج العالم قبل أن تنسحب شرطة مكافحة الشغب فجأة ظهر اليوم تقريبا بعد ثلاث ليال من المواجهات. وعادت هونج كونج الى سيادة الصين بموجب صيغة سميت "دولة واحدة ونظامان" سمحت بقدر كبير من الحكم الذاتي والحريات لا تتمتع به الصين نفسها. لكن بكين رفضت الشهر الماضي مطالب أهالي هونج كونج بأن يختاروا زعيمهم القادم في جو من الحرية عام 2017. وفجر ذلك تهديدات من جانب النشطاء بإغلاق حي المال الرئيسي. وتريد الصين أن تقتصر الانتخابات على عدد قليل من المرشحين الموالين لبكين. ولا تسمح الصين أبدا بمثل هذه الأحداث في أراضي الوطن الأم بعد أن سحقت في الرابع من يونيو عام 1989 احتجاجات طلابية تطالب بالديمقراطية حول ميدان تيانانمين ببكين ما أسفر عن خسائر بشرية جسيمة. ولدى انسحاب شرطة مكافحة الشغب رقد المحتجون المنهكون على جانب الطرق او احتموا من الشمس تحت المظلات التي أصبحت رمزا لما وصفه البعض "بثورة المظلات". فإلى جانب استخدامها كمظلة من أشعة الشمس كانت تستخدم أيضا لدرء مسحوق الفلفل. لكن بعض الطلاب يعتقدون أن أسوأ الاشتباكات مع الشرطة لم تأت بعد. وتدرب بعض المحتجين لعدة أشهر على المقاومة السلمية ليجعلوا قدر الامكان من الصعب على الشرطة تحريكهم. وقال طالب يبلغ من العمر 18 عاما يدعى جوردون تشيونغ انه وزملائه ورفاقه تعهدوا بعدم اللجوء الى العنف عندما يتعلق الأمر بمواجهة الشرطة. ويقود معظم هذه الاحتجاجات طلاب بارعون في أمور التكنولوجيا نشأوا متمتعين بحريات لا يتمتع بها أقرانهم في أرض الصين الام. وقال محتج يدعى فيكتور تشان إنه شعر "بالنداء" للمشاركة في الاحتجاج لتأمين الديمقراطية في هونج كونج. وأضاف "أصدقائي.. من الأخبار.. من قلبي.. كل شيء يدعوني لأن أحضر هنا لحماية هونج كونج.. لنقول لحكومة هونج كونج ما الذي نحتاج إليه فعلا.. وليس انتخابات وهمية.. نحن في حاجة إلى انتخابات ديمقراطية حقيقية". ويساور القلق زعماء الحزب الشيوعي في بكين من انتشار النداءات المطالبة بالديمقراطية إلى مدن صينية أخرى مما يهدد قبضتهم على زمام السلطة.