نظمت الجمعية المغربية لدراسات الترجمة بشراكة مع جمعية منتدى بني عمير، أول أمس السبت، بالفقيه بن صالح، يوم دراسيا حول مستقبل حركة الترجمة في المغرب ودور التكنولوجيا الحديثة في تطوير المضمون الرقمي الوطني وإعلام القرب. وقال عبد الله العميد رئيس الجمعية المغربية لداسات الترجمة في تصريح ل"التجديد"، إن اللقاء يروم وضع خارطة طريق للنهوض بحركة الترجمة بالمغرب. وأضاف الخبير أن كل الظروف متوفرة للنهوض بهذا القطاع الذي أصبح المغرب يتبوأ فيه مراتب جد مشرفة (المرتبة الثالثة عربيا في ميدان دارسات الترجمة ب52 كتابا على الأقل)، كما يتوفر المغرب على الموارد البشرية الكافية (17 مترجما بنيويورك و7 بجنيف) للإقلاع بالترجمة من العشوائية والفردانية إلى المستوى المنظم والمؤسساتي فقط ننتظر التفاتة من وزارتي التعليم العالي والثقافة من أجل المساندة والدعم لخلق رؤية متكاملة شاملة. وحدد المتحدث مجالين أساسين لهذه الخارطة هما تعليم الترجمة والمشروع الوطني للترجمة، ولكل هذين المجالين لجنة متخصصة. وخص العميد لجنة تعليم الترجمة بتنويع تخصصات ماستر الترجمة في الكليات والمؤسسات المتخصصة كي يتخرج مترجمو الجيل الثالث بكفاءات تلائم احتياجات سوق الترجمة وتطوير محتويات المناهج الدراسية واعتماد أحدث التكنلوجيات الخاصة بتدريس الترجمة. أما اللجنة الوطنية المختصة ب"المشروع الوطني للترجمة" -يضيف المتحدث- فقد بدأت الإجراءات لتحويلها إلى هيئة دائمة ترمي إلى تنفيذ المشروع الوطني للترجمة في إطار مستقل. وتتولى هذه الهيئة إعداد مجموعة من الكتب الأجنبية للترجمة إلى العربية وكتب مغربية إلى لغات أخرى، والاتصال بعدد من المؤسسات الوطنية المستعدة للدعم، إضافة إلى المؤسسات الأجنبية قصد إبرام اتفاقات خاصة باصدار الكتب المترجمة. وأشار المتحدث إلى أنه سيجري توسيع نطاق الخطة الوطنية للترجمة كي تشمل دائرة بحوث الترجمة ودراستها ودائرة تنظيم شؤون المترجمين والنهوض بالترجمة. ووفق تصور الخبير عبد الله العميد فموضوع الترجمة قد تتعدى أهميته سواء من ناحية الجانب التعليمي والثقافي ليصبح رافعة تنموية في الجانب الاقتصادي والتجاري والتنموي والدبلوماسي والسياسي، خاصة بالنظر إلى الموقع الجغرافي المتميز للمغرب والدور الذي يقوم به في منطقة افريقيا جنوب الصحراء حيث يمكن أن يوظف الترجمة في التجارة والاقتصاد والدفاع عن وحدته الترابية . يذكر أن اليوم الدراسي اختار موضوع "مستقبل حركة الترجمة في المغرب ودور التكنولوجيا الحديثة في تطوير المضمون الرقمي الوطني وإعلام القرب"، حيث تناول الباحثون مضامينه من خلال ثلاثة محاور؛ أولا ميادين ممارسة الترجمة، ثانيا مجال تعليم الترجمة وإعداد المترجمين، ثالثا بحوث الترجمة ودراساتها.