أجمعت كل فصائل الحركة الإسلامية بالمغرب على إدانة العمليات التفجيرية الأخيرة بالدارالبيضاء. واعتبر كل من أحمد الريسوني وعز الدين توفيق (حركة التوحيد والإصلاح) فتح الله أرسلان (العدل والإحسان)، ومحمد المرواني (الحركة من أجل الأمة) و مصطفى المعتصم (البديل الحضاري) اعتبروا جميعهم أن الهجمات المذكورة مستنكرة ومرفوضة دينا وعقلا، ودعوا إلى أخذ الحيطة والحذر ممن يريدون استقرار المملكة المغربية،كما أصدرت حركة التوحيد والاصلاح بيانا في الموضوع. أحمد الريسوني: (التوحيد والإصلاح) المغرب ضحية للصراع العالمي بين الإرهاب والإرهاب المضاد لا شك أن هذه الأفعال هي أعمال إجرامية ندينها ونرفضها رفضا باتا، ونعتقد أن أصحابها في ضلال مبين، وقد سبق أن عبرنا عن إدانتنا ورفضنا لأفعال عدوانية مماثلة كتلك التي وقعت في نيويورك، وفي تونس، ومؤخرا في السعودية، فإدانتنا لما وقع في بلدنا يوم أمس هي أشد وأقوى، لأن وقوعها بالمغرب هو أكثر بعدا عن أي منطق وأي تبرير، فهو مجرد تصرف إجرامي أعمى. وأعتقد أن المغرب الآن قد وقع ضحية للصراع العالمي بين الإرهاب والإرهاب المضاد، ولكن المغرب بقوته الذاتية وتماسكه الداخلي، قادر على مواجهة هذا التصرف الشاذ وجعله يبقى مجرد حادثة عابرة في تاريخه المتسم بالاستقرار والأمن والتلاحم بين الشعب وقيادته الحكيمة. فتح الله أرسلان (العدل والإحسان) ندين ما وقع بشدة، مهما كانت المبررات إن جماعة العدل والإحسان منذ نشأتها، وقبل أكثر من عشرين سنة، وهي تؤكد أن من مبادئها الأساسية أنها ضد السرية، ضد العنف، وضد التعامل مع أي جهة أجنبية، فهذه أمور مبدئية عندنا، وليست تاكتيكية وليدة اللحظة، ومنذ ذلك الحين ونحن نؤكد، في أي مناسبة كانت، أن العنف لا يؤدي إلا إلى العنف، وأن دائرة العنف الذي تعرضت له جماعتنا، كنا دائما نتحمله، ولم نرد أن ندخل في هذه الدوامة، لمعرفتنا أن نهايتها ستكون خسارة على الجميع. وما يقع الآن بالمغرب، نحن نعتقد، ولله الحمد، أن الحركة الإسلامية بالمغرب، وبالأخص الحركات المعروفة التي تعمل في الساحة، بعيدة كل البعد عن مثل هذه الممارسات. ولا نملك في جماعة العدل والإحسان، إلا أن ندين ما وقع بشدة، مهما كانت المبررات الدافعة إليه، لأن قتل الأبرياء، واستهداف المدنيين، لا يمكن أن نقبل به بأي وجه من الوجوه، ومن جهة أخرى أقول إن المغرب أريد له أن يدخل مرحلة جديدة، ومع الأسف، كنا نود أن نبقى بعيدين عن مثل هذه الأعمال، التي ليست من شيم المغاربة، ولا يمكن إلا أن يهتز لها وأن يرفضها. والمطلوب في هذه المرحلة أيضا هو أخذ الحيطة والحذر، وألا نبقى معزولين عما يقع في العالم، وأن نحاصر ما يقع بمزيد من الانفتاح والديمقراطية والحريات وإشراك الجميع وخصوصا الحركات المعتدلة والتي ترفض العنف، والتي تؤمن بالمبادئ الأساسية للديمقراطية في الحياة السياسية، فإما أن يفتح لها المجال، وإما سيفتح المجال للتطرف، وليس معنى هذا أنني أتهم الآن طائفة من الإسلاميين في الوقوف وراء الحادث الأخير. فما وقع سواء في السعودية أو المغرب يتطلب إمكانات كبيرة، وأكثر من جماعة ، بل ويتطلب دولا، فيجب ألا تبقى دائرة اتهاماتنا مقتصرة على تنظيم القاعدة، الذي أصبح مشجبا يعلق عليه كل شيء، وأعتقد أن الصهيونية ستسفيد مما يقع، للفت الأنظار عما يقع في فلسطين والعراق، وإشغال العالم في الفعل ورد الفعل. مصطفى المعتصم (البديل الحضاري) هذه الجريمة يجب أن تدان أعتقد أن حادث الدارالبيضاء هو جريمة في حق المغرب والشعب المغربي، هذه الجريمة يجب أن تدان، كما ينبغي أن يكون هناك تحقيق يسعى إلى تعريف الشعب المغربي بملابسات الحادث، والكشف بالتالي عن خيوط هذا العمل اللامشروع. ومن جهة أخرى، قإنه من السابق لأوانه معرفة حقيقة ما جرى بالنسبة لنا، والجهات التي تقف وراء هذا العمل، فنحن في حاجة إلى معرفة المعطيات الدقيقة حول ملابسات الحادث. ونحن، في البديل الحضاري، ندين عملية الدارالبيضاء بغض النظر عن حيثياتها، ونطالب الجهات المسؤولة بالكشف عن حقيقة الأمور، ونرفض هذا العمل مهما كان الداعي إليه. محمد المرواني (الحركة من أجل الأمة) أدعو الدولة المغربية إلى الحكمة والتعقل والتبصر نحن لا يسعنا في الحركة من أجل الأمة إلا أن نعبر عن قلنا الشديد وعن حزننا الكبير حول ما وقع أخيرا بمدينة الدارالبيضاء من أحداث مأساوية، فحركتنا اختارت سبيل التدافع المدني، باعتباره السبيل الأمثل، والطريق الوسطي الصحيح، ولم تختر قط غير هذا السبيل، وأعتقد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية نجحت في فرض خيار الحرب على العالم، فما وقع بمدينة الرياض بالسعودية أو بمدينة الدارالبيضاء بالمغرب، أو ربما سيقع في غيرهما، هو إحدى النتائج المترتبة عن ذلك الخيار. وانتهز هذه الفرصة لأدعو الدولة المغربية، بكافة مؤسساتها، إلى الحكمة والتعقل والتبصر، وإلى قراءة هذه الأحداث المأساوية قراءة صحيحة، ونقف عندها وقفة تأملية عميقة، لاستخلاص ما يمكن استخلاصه من العبر، وألا يتم تصريف مواقف غير مقبولة، أو الإنجرار وراء بعض المقاربات الأمنية، التي يمكن أن تستغل هذه المناسبة لتصفية الحساب مع بعض تيارات هذه الأمة، ونسأل الله تعالى أن يحفظ المغرب وأن يحفظ شعبه من كل سوء أو مكروه. فيما يلي البيان التي أصدره حركة التوحيد والإصلاح: بيان من حركة التوحيد والإصلاح حول أحداث الدارالبيضاء تعرضت مدينة الدارالبيضاء مساء يوم الجمعة 16. 05. 2003 لخمسة تفجيرات إجرامية استهدفت أحد الفنادق وبعض المطاعم المجاورة لبعض المصالح القنصلية الأجنبية ومقبرة وناديا للطائفة اليهودية، سقط على إثرها عشرات الضحايا بينهم عدة قتلى وجرحى، وتأتي هذه الأحداث أياما معدودة بعد اعتداءات مماثلة تعرضت لها مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية. والمكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح في اجتماعه صبيحة يوم السبت 17. 05. 2003، بعد وقوفه عند المعطيات المتوفرة وعند دلالات هذا الحادث وأبعاده وانعكاساته المحتملة يعلن ما يلي: 1 إدانته الشديدة لهذا العمل الإجرامي الدنيء الذي استهدف منشآت ومدنيين أبرياء، باعتباره عدوانا وإفسادا في الأرض. 2 إن هذه الأعمال أيا كانت الجهات التي وراءها وأيا كانت دوافعها أعمال مرفوضة شرعا وعقلا، ومدانة سياسيا واجتماعيا كما أنها لا تمثل الشعب المغربي المعروف عبرالتاريخ بالميل إلى الوسطية ونبذ العنف والإرهاب. 3 إن هذه الأعمال لا يمكن أن تنال من استقرار المغرب ووحدته، ولا ينبغي أن تنال من اختياراته القائمة على التمسك بأصالته الإسلامية الراسخة في إطار الاعتدال والتسامح والانفتاح على الأمم والشعوب والثقافات الأخرى، وعلى احترام التعددية السياسية والفكرية والحريات الفردية والجماعية ومقتضيات دولة الحق والقانون. 4 إن هذه الأعمال لا يمكن أن تحسب بأي شكل من الأشكال على الإسلام، كما أنها لا تخدم قضايا المسلمين بل على العكس إنها تسيء إليه وإليهم وتفسح المجال لتشويه صورته وصورتهم، وتقدم خدمة مجانية للمتربصين بالدول الإسلامية المستقرة وتبرر مزيدا من التدخل الأجنبي والتحكم في حاضر الشعوب الإسلامية ومصائرها من أجل إخضاعها للإملاءات الأجنبية. عن المكتب التنفيذي رئيس الحركة: الدكتور أحمد الريسوني التجديد