إننا لا نشك لحظة في أن الذين وقفوا وراء تفجيرات الدارالبيضاء مثل أولئك الذين وقفوا وراء تفجيرات الرياض داخلون بوعي أو بغير وعي، أو مسخرون مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ضمن مخطط لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، مخطط موجه هذه الأيام إلى استهداف البلاد الإسلامية التي تحظى بقدر من الاستقرار. كتب الدكتور أحمد الريسوني رئيس حركة التوحيد والإصلاح، بتاريخ 15 شتنبر 2001 افتتاحية بجريدة "التجديد" أي أياما قليلة بعد أحداث الحادي عشر من شتنبر تحت عنوان: "التفجيرات أعمال عدوانية خارجة عن منطق الدين والعدل والعقل. وورد في الافتتاحية المذكورة ما يلي: "الأعمال العدوانية التخريبية التي حصلت في الولاياتالمتحدةالأمريكية هي بدون تردد أعمال مرفوضة ومدانة، ولا يقبلها دين ولا منطق سليم، وهكذا نحن ندين كل عمل يصيب الأبرياء وكل عمل يمارس التخريب الأعمى ويصيب الناس بجريرة غيرهم". وأضاف الدكتور أحمد الريسوني، "أنا لا أدين هذه الأعمال الإجرامية الفظيعة من باب الخوف من ردود الفعل السلبية على المسلمين، بل أدينها وأجرمها لأنها أعمال خارجة عن نطاق العقل وعن مقتضى العدل، وهي ظلم وعدوان...". كما دعا الأمريكيين آنذاك أن يغلبوا ما يعرفون به هم والغربيون عموما من العقلانية والواقعية، وأن لا ينجروا إلى منطق معاقبة الشعوب والآلاف أو الملايين من الناس بجريرة فعلها فرد أو مجموعة أو يشتبه أنهما قد فعلاها، إن منطق القوة والغلبة والقهر والتفوق لن يحقق أمنا واطمئنانا، وإنما الأمن والعدل..." واليوم بعد الأعمال العدوانية التي استهدفت مدينة الدارالبيضاء مساء يوم الجمعة نستحضر هذا الموقف المبدئي الواضح، علما أن الأمر كان يتعلق بأحداث وقعت في الولاياتالمتحدة والمعروفة بمواقفها العدائية من قضايا الأمة الإسلامية، فكيف وهذه الأعمال العدوانية الآثمة قد استهدفت بلدا آمنا مستقرا قدم دعما متواصلا ونصرة غير مشروطة لقضايا الأمة العربية والإسلامية في فلسطين وأفغانستان والعراق، كما شهدت على ذلك مسيرات مليونية لا تزال أصداء شعاراتها تتردد في شوارع الدارالبيضاء؟ إننا لا نشك لحظة في أن الذين وقفوا وراء تفجيرات الدارالبيضاء مثل أولئك الذين وقفوا وراء تفجيرات الرياض داخلون بوعي أو بغير وعي، أو مسخرون مباشرة أو بطريقة غير مباشرة ضمن مخطط لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، مخطط موجه هذه الأيام إلى استهداف البلاد الإسلامية التي تحظى بقدر من الاستقرار مثل المملكة العربية السعودية التي يوجد على رأسها خادم الحرمين والمملكة المغربية التي يوجد على رأسها "أمير المؤمنين" وذلك من أجل تبرير مخططات مرسومة سلفا قبل أحداث الحادي عشر من شتنبر لإخضاع العالم الإسلامي وتسويغ تبعيته للإملاءات الأمريكية سياسيا وثقافيا وإقحام الجميع في إطار ما يسمى ب "الحملة" الأمريكية ضد ما يسمى ب "الإرهاب". كما أننا متأكدون أن كثيرا من الجهات المغرضة في الداخل والخارج ستجد في هذه الأحداث العدوانية مبررا للتحريض على تنفيذ المخططات التي تستهدف الإسلام والحركات الإسلامية في البلاد الإسلامية وفي الإجهاز على بعض المكتسبات التي حققها المغرب في مجال الحريات وحقوق الإنسان. والمغرب اليوم دولة وحكومة وشعبا بجميع توجهاته وتياراته وجب أن يقف صفا واحدا، كي يبرهن أنه قوي بأصالته قوي باختياراته الأساسية، وأنه لن يقع في فخ الذين يريدون له أن ينكص على عقبيه. وذلك هو الرد الوحيد السليم الذي يمكن من خلاله أن يبرهن على أن مثل هذه الأحداث التي وقع مثلها في عدة دول ومناسبات مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا واستراليا وقبل ذلك ألمانيا واسبانيا أي الوفاء لتلك الاختيارات المتمثلة في أصالته الإسلامية ونبد العنف والانفتاح على الأمم والثقافات الأخرى وترسيخ دعائم دولة الحق والقانون والوقوف بصرامة في وجه المغامرين والمتنطعين والمتآمرين وعدم الاستدراج إلى ردود فعل منفعلة تحرم الشعب من حقوقه الأساسية وتعاقبه بجريرة مجموعة من الأغرار أو المندسين أو المتآمرين والمسخرين من لدن جهات أجنبية ولأغراض دنيئة.. الخيط الرابط في هذه المسألة بين أحداث الرياض وأحداث الدارالبيضاء، خيط واضح لا يخطئه من كان يتسحضر معطيات المرحلة والمخططات التي تحاك للمنطقة العربية الإسلامية بعد احتلال العراق، وهو ما يستدعي منا جميعا أن نقف صفا واحدا في مواجهة تحديات المرحلة استحقاقاتها. التجديد