شهدت مدينة جرادة حادثة عمل مروعة بسبب انهيار قعر منجم تقليدي أدى إلى وفاة خمسة فتيان في عز الشباب. ففي يوم الجمعة 02 ماي 2003، وبينما كان مجموعة من الشباب يحفرون بأساليب تقليدية في قعر منجم لاستخراج الفحم الحجري، انفجر تيار مائي في القعر وأدى إلى انهيار جدران الحفرة التي كان فيها الشبان، فغمرتهم الأتربة والسوائل، وقد هرعت الوقاية المدنية بعد علمها بالحادث إلى المكان لكنها لم تتمكن من العثور على كامل الجثث إلا بعد مرور يومين على الحادثة. هذا وقد شيعت جنازة الضحايا يوم الأحد 04 مايو 2003 في مشهد حزين لساكنة المدينة، بعدها جابت مسيرة شعبية عدة كيلومترات من المقبرة إلى مقر العمالة تنديدا بسياسة الإهمال. وقد قامت السلطات المحلية بإغلاق حفر استخراج الفحم التقليدية غير المرخصة كإجراء احتياطي، وهو ما تسبب في غليان غضب العاملين في هذا القطاع، حيث نظموا مسيرة نحو العمالة واعتصموا قرب أبوابها، ويبدو أنه قد فتح حوار معهم، لكن الجماهير قابلت ذلك بالرفض معلنة أنها لا تقبل للوعود. يشار أنه بعد إغلاق شركة مفاحم المغرب، لم يجد شباب المدينة بدا من اللجوء إلى ركوب مخاطر حفر استخراج الفحم الحجري وبطرق بدائية وتقليدية وبدون تأمين أو تغطية اجتماعية، في محاولة منهم لدفع شبح البطالة وكسب قوت أسرهم التي يعيلونها، حيث يبيعون الفحم المستخرج إما للاستهلاك المحلي من أجل التدفئة أو يفوتونه مقابل مبالغ زهيدة لبعض وسطاء الشركات. المراسل