لقي شخص مصرعه و أصيب رفيقه بجروح متفاوتة الخطورة ، في أعقاب انهيار بئر تقليدي لاستخراج الفحم الحجري بمدينة جرادة قبل زوال أول أمس الثلاثاء . و استغرق فريق التدخل التابع لمصالح الوقاية المدنية أزيد من أربع ساعات لانتشال جثة الضحية أصيب خلالها بعض عناصره بخدوش . و يتعلق الأمر بالضحية بوجخروط (45 سنة) أب لثلاث أطفال، و مساعده اللذان يمتهنان نشاط حفر أنفاق يدوية بالأدغال الغابوية المحيطة بوسط مدينة جرادة لاستخراج الفحم الحجري بطرق تقليدية محفوفة بالمخاطر وبيعه لوسطاء محليين . ومنذ وضع حد نهائي للنشاط المنجمي بالمدينة قبل سبع سنوات ، بادرت السلطات المحلية الى منح تراخيص لمجموعة من المقاولات الصغيرة مشكلة أساسا من منجميين سابقين لاستخراج و بيع ما تبقى من معدن بجوار الأنفاق التي خلفتها الشركة الأم , على أن المقاولات المحدثة و التي تفتقد في مجملها لشروط ووسائل ممارسة نشاطها أضحت تستعين بمناولين و حرفيين يتشكلون أساسا من مجموعات من شباب المدينة يقودهم عامل سابق في الشركة المنجمية . و تقوم هذه المجموعات بحفر أنفاق و حفر متفاوتة العمق بالأدغال الغابوية القريبة من المدينة باستعمال آليات بسيطة وبدائية تفتقر لكل مقومات السلامة و في غياب أية ضمانات قانونية ، و هو ما يسفر في مناسبات مسترسلة عن حوادث أليمة و عواقب صحية لا تقل مأساوية بسبب إنهيار الأنفاق غير المسنودة و استنشاق المشتغلين بها لغبار الفحم المتسبب في داء السيليكوز . و تقدر تقارير محلية حصيلة ما يستخرجه العمال الموسميون الممارسون لهذا النشاط الخطير بجرادة ما يقارب المائة طن يوميا يبيعها الوسطاء بسعر 1000 درهم للطن ، في حين لا يتقاضى العمال المغامرون بحياتهم لإنتاجها إلا 200 درهم يوميا في أحسن الأحوال .