تحرج سمير ديلو، القيادي في حركة النهضة التونسية، ووزير العدالة الانتقالية في حكومتي ما بعد الانتخابات، ان يصف الحراك العربي الذي شمل دولا عربية متعددة ب"الربيع العربي"، مرجعا ذلك إلى تناقض صفات الفصل الربيعي وهذا الوضع الذي تعيشه الشعوب العربية، واصفا اياه بالجو المضطرب العاصف الملبد بغيوم التآمر ومكائد الاعداء. وأردف ديلو في كلمته ضمن ندوة "الواقع العربي ما بعد الحراك : استحقاقات التكامل وتحديات التفتيت"، مخاطرة التحدث مع الشباب بألفاظ واقعية واصفا اياها بالمخاطرة الصعبة نظرا لما لديهم من قوة واندفاع، تحتاج الى تدبيرات الشيوخ وحكمتهم لاحتواء هذه الطاقة والقوة ليتمم هذا القول ب"لا خير في الشباب إذا تمشيخوا، ولا خير في الشيوخ ان لم يفيدوا الشباب من تجاربهم". ووجه القيادي التونسي في كلمته رسائل عميقة للأبناء الحركات الاسلامية في الوطن العربي مفادها ان النصر المنشود لا بد له من شروط، مشددا على ان "قراءة الواقع قراءة علمية شرط من شروط النصر والتمكين لهذه الأمة، فالنصر لايأتي من الخلفية المحركة للفعل وحسب وإنما هو رهين بمدى وعي الامة بالشروط واليات التي من شأنها تحقيق النصر على ارض الواقع". وتأسف المتحدث نفسه على الوضع المزري الذي مثلته المواقف العربية تجاه الثورات العربية، و"منها المواقف المخزية تجاه العدوان الصهيوني الأخير على أهل غزة، منوها بالدور الذي شغلته قطر في دعمها لإخوانها في ثوارتهم ضد قوى الظلم والاستبداد، في حين اعتبر انتصار المقاومة الإسلامية في غزة بعثا للروح في هذه الامة". ونوه ديلو في سياق احتفائه بالتجربة الشبابية العربية والإسلامية بشبيبة العدالة والتنمية، والتي طمأنته على حال التجربة المغربية وحال المستقبل المشرق الذي ينتظر الأم، على حد تعبيره. وعبر القيادي التونسي في مداخلته كذلك، بان الثورة التونسية حافظت على الشعار الذي رفعه الإسلاميون قبل أكثر من 20 عاما وهو"الحرية لنا ولغيرنا"، وبفضل هذه الحرية يمكن الحديث عن الانتقال الديمقراطي الحقيقي. وختم كلمته بالقول ان النجاح الحقيقي هو القرب من التنمية والتقدم وليس الوصول الى السلطة التي ستجعل من النجاح هدفا انيا مرتبطا بالكراسي ومرتبطا بسبل الحفاظ والاحتفاظ عليها، معتبرا النجاح رهينا بتحقيق الاهداف المسطرة والتي من شانها ان تقود الامة لتبوؤ مراتب الصدارة بين باقي الأمم.