حث مصطفى المرابط، المدير السابق لمركز الجزيرة للأبحاث والدراسات، شبيبة العدالة والتنمية، ومن خلالهم الشباب المغربي، على ضرورة التركيز على الدور السياسي والفكري الملقى على عاتقهم والمتمثل في الوعي الإستباقي العميق لمشكلات مجتمعهم والمجتمع الانساني ككل باعتبارهم جهة تخوض معركة من نوع خاص بعنوان "تحرير الانسان من عبودية جديدة ". ووجه المرابط في مداخلته في ندوة ب عنوان "افاق العمل السياسي الاسلامي بعد الربيع العربي" ضمن فعاليات الملتقى العاشر للشبيبة حزب العدالة والتنمية بالرباط دعوة الى الربط بين واقع الشعوب وتاريخها مبرزا أثر "الزمن الإيديولوجي في بناء الصورة المشوهة للشعوب العربية اليوم، مشيرا الى الفوضى التي خلفتها سقوط الابنية التي كانت تتغذى على الاستبداد مع دعوة الى المساهمة الجماعية للخروج من الازمة والحصول على حل يخرج الامة من وهنها الذي لا نعرف الى متى سينتهي". وشدد المتحدث نفسه على ضرورة استثمار طاقة الشباب باعتبارها طاقة لا تقل عن كونها مخزونا سياسيا واستراتيجيا لابد أن تنمى ملكاتها، خاصة ملكات الفهم والاطلاع العميق الى جانب تنمية مناطق الادراك والوعي. وتساءل المرابط، عن القيمة الزمنية التي يمثلها الربيع العربي في الزمن التاريخي للحضارات والأمم، منبها إلى أن ثلاث سنوات في حياة الشعوب لا تمثل شيء في حياة الانسان فهي لحظة استثنائية لا تشملها القواعد التقليدية بل تحتاج الى نظر في الزمن والأحداث. ودعا المرابط إلى ضرورة القيام بثورة معرفية قيمية تسعى الى تخفيف وطئت تأثير " السياسي" على المجتمع وكذلك تصريف الاحتقان السياسي والإيديولوجي، لينتقل الى بيان الهدف الاسمى من هذه الثورة وهو خلق تعاقد جديد من خلال بناء حلف ثقافي تتم الموافقة على مبادئه على ضوء ارضية انتقالية يتنافس فيها المتنافسون على حد تعبيره.