استنكر المغرب، مساء الأحد، بشدة، العمليات الإرهابية التي دبرتها ونفذتها جماعات إرهابية، خاصة في العراقوسوريا، وطالت مواطنين أبرياء على اختلاف جنسياتهم وعقائدهم ومهامهم. وفي بيان نشرته بموقعها على شبكة الانترنت، قالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون إنه "على إثر تزايد العمليات الإرهابية التي طالت العديد من المواطنين الأبرياء، على اختلاف جنسياتهم وعقائدهم ومهامهم، بمن فيهم الصحفيين، بتدبير وتنفيذ من جماعات ارهابية، خاصة في العراق وسورية، تودي بأرواح الناس وتعدو في الارض فسادا، تعرب المملكة المغربية عن استنكارها الشديد لهذه الجرائم الشنعاء التي تتنافى تماما مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتشكل انتهاكا صارخا للقيم الإنسانية والأخلاقية الكونية". كما عبرت الوزارة عن إدانة "المملكة المغربية القوية لهذه الاعمال الإرهابية الجبانة ولكافة الجرائم والأعمال الوحشية الأخرى التي ترتكبها الجماعات الإرهابية". وشددت على "أهمية تكاثف الجهود الدولية لمحاربة ظاهرة الإرهاب وضرورة التصدي لهذه الآفة الخطيرة التي تهدد أمن واستقرار المجتمع الدولي بأسره، وعدم ربطها بأي ثقافة أو حضارة أو دين"، بحسب البيان ذاته. وكانت وزارة الداخلية أعلنت، الجمعة، عن اعتقال شخصين موالين ل"تنظيم الدولة الإسلامية" (الشهير إعلاميا بداعش) قبيل مغادرتهما البلاد للالتحاق بمعسكرات التنظيم، حسب بيان. ولم توضح الوزارة ما إذا كان المقبوض عليهما مواطنين مغاربة أم أجانب، لكنها أفادت بأن لهما "علاقات بمتطرفين أجانب"، لم تذكر أسماءهم، مؤكدة أن المعتقلين كانا قد خططا "للاستفادة من تكوين عسكري وميداني في صفوف التنظيم الإرهابي المذكور، في أفق نقل تجربته داخل أراضي المملكة، وذلك وفق مخططات (داعش) الرامية إلى توسيع مجال عملياته خارج نطاق سورياوالعراق"، حسب البيان ذاته. لكنها أكدت أن "أحد الموقوفين على صلة وطيدة بشبكة إجرامية تنشط بمدينة فاس (شمال)، يقودها معتقل سابق بمقتضى قانون الإرهاب، متورطة في تنفيذ اعتداءات جسيمة على المواطنين باستعمال أسلحة بيضاء"، مشيرة إلى أن "الأبحاث المنجزة أسفرت عن توقيف أربعة أشخاص بهذه المدينة لهم علاقة بهذه الشبكة الإجرامية". وكانت الداخلية المغربية أعلنت، في 14 غشت الجاري، اعتقال خلية "إرهابية"، شمالي البلاد، تنشط في مجال تجنيد مقاتلين مغاربة وأجانب وتأمين الدعم المادي لهم من أجل الالتحاق بصفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" بسورياوالعراق. ونوهت إلى أن اعتقال هذه الخلية تم "على ضوء تحريات دقيقة قامت بها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، وبتعاون وثيق مع المصالح الأمنية الإسبانية". وأفادت بأن "التحريات أكدت أن الأشخاص المجندين من طرف هذه الخلية يخضعون بمعسكرات تنظيم (الدولة الإسلامية)، لتدريبات مكثفة حول استعمال الأسلحة وصناعة المتفجرات وكيفيات تفخيخ السيارات، قبل توجيههم لتنفيذ عمليات انتحارية، أو للقتال بمختلف الجبهات، حيث يشارك بعضهم في العمليات الوحشية كقطع رؤوس الجنود السوريين والعراقيين ونشر صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي". كما أظهرت التحريات أيضا أن أعضاء هذه الخلية كانوا بصدد التخطيط للقيام بأعمال تخريبية داخل المملكة، باستعمال أسلحة نارية ومتفجرات، حيث تم إيفاد أحد عناصرها إلى معسكرات "الدولة الإسلامية" قصد كسب الخبرة في مجال صناعة المتفجرات والعبوات الناسفة، حسب البيان نفسه. وكانت الحكومة أعلنت، في 10 يوليو/تموز الماضي، أن المعلومات الاستخبارية المتوفرة لديها، تفيد بوجود "تهديد إرهابي جدي موجه ضد المملكة يرتبط خصوصاً بتزايد أعداد المغاربة المنتمين للتنظيمات الإرهابية بسورياوالعراق". وقال محمد حصاد، وزير الداخلية، في تصريحات سابقة له، خلال الشهر الماضي أمام البرلمان المغربي، إن "أكثر من 1122 مغربياً يقاتلون في سورياوالعراق، وأن هذا العدد يرتفع إلى ما بين 1500 و2000 مغربي باستحضار المغاربة الذين التحقوا بالمنطقة انطلاقاً من أوروبا".