بعد استعدادات مكثفة ومجهودات كبيرة تزيد عن 7 أشهر، تراجعت جمعية آباء وأصدقاء الأطفال المصابين بالسرطان بالبيضاء عن تدشين حملتها وتنظيم سهرتها التضامنية التي كان مزمعا إقامتها بالقناة الثانية بتاريخ 29 أبريل الجاري 2003، هذا ما أعلنته الجمعية في ندوتها الصحافية بفنذق المنصور بالبيضاء مساء يوم الإثنين 14 أبريل 2003. وحسب تعليق صحفي القناة الثانية "عمر سليم"، فالأسباب تعود إلى الأحداث الدامية للحرب على العراق، وهذا ما أكدته رئيسة الجمعية وأستاذة طب الأطفال بكلية الطب بالرباط الدكتورة "فوزية المسفر" في كلمتها، مضيفة أن دواعي التأجيل وأسبابه لن تحول دون تمسك الجمعية بالإعلان عن مشروع مركز علاج داء السرطان عند الطفل في القريب العاجل، وذلك بشراكة مع المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، وتضيف الدكتورة "المسفر" أن ميلاد هذا المشروع سيمكن أطفال المغرب المصابين بداء السرطان من حياة عادية يستطيعون من خلالها متابعة دراستهم وأنشطتهم الخاصة. في هذا السياق أشارت الدكتورة "فوزية المسفر" إلى أن المركز سيتم بناؤه على قطعة أرضية واقعة داخل مستشفى الأطفال بالرباط، والذي سيسهر على دعمه شركاء ومتدخلون من القطاع العام والخاص. حضرت الندوة البطلة الرياضية "نزهة بيدوان" باعتبارها شريكا في الجمعية ومساهمة في مشروعها الخيري، والتي عبرت بدورها عن أسفها لتأجيل السهرة التضامنية، وقالت: " الكل متأثر بما يجري للشعب العراقي، والكل متوجه نحو مستجدات وأحداث العدوان الأمريكي، لهذا فتنظيم السهرة لن يكون إيجابيا، وبالتالي اضطر المنظمون إلى التأجيل لأمد غير مسمى"، وتضيف "نزهة بدوان" : "بانطلاق هذا المشروع إن شاء الله سنساهم في حياة أربعة أطفال من ضمن خمسة أطفال مصابين بالسرطان". وعبرت الفنانة "نعيمة المشرقي" في تصريح ل "التجديد" عن أسفها على تأجيل الحملة التضامنية قائلة : "كان بإمكان الجمعية أن تنظم حملتها وسهرتها التضامنية بالقناة الثانية، بغض النظر عن تداعيات الأزمة العراقية على بلدنا .. بالعكس فالمغاربة يتألمون وعواطفهم متأججة في مثل هذه الظروف العصيبة التي تمر منها أمتنا العربية الإسلامية، ويقينا سيقف المغاربة كباقي المناسبات محافظين على بلدهم وكيانه الذي يعتبر الأطفال ركيزته الأساسية ... ما كان على هذه التظاهرة، تضيف المشرقي، أن تتوقف لأن القضية تتعلق بأطفال يتهددهم الموت، كنت أتمنى أن يعدل برنامج السهرات ليأخذ قضية العراق بعين الاعتبار ضمن برنامجه صحبة أطفال المغرب المصابين بالسرطان ..". للإشارة فقد أصبحت الوحدة الاستشفائية بمستشفى الأطفال بالرباط، التي أنشئت سنة 1983 جد ضيقة وغير متلائمة مع متطلبات العلاج المتزايدة مع تزايد المصابين .. والحاجة ملحة ليخرج المركز الاستشفائي إلى حيز الوجود. محمد لعتابي