تظاهر آلاف العراقيين صباح أمس (الثلاثاء) في مدينة الناصرية للتنديد بأول اجتماع للمعارضة العراقية بعد غزو القوات الأمريكية البريطانية للعراق، بمشاركة ممثلين عن فصائل المعارضة وزعماءِ القبائل والعشائر ومقاطعة آخرين. وردد المتظاهرون، الذين تجمعوا وسط المدينة أمام المقر السابق لحزب البعث، هتافات معادية للولايات المتحدة والرئيس العراقي صدام حسين، وكذا بهذا الاجتماع الذي يعد أول اجتماع للمعارضة العراقية بعد غزو القوات الأمريكية البريطانية للعراق، بمشاركة ممثلين عن فصائل المعارضة وزعماء القبائل والعشائر ومقاطعة آخرين. وهتف المحتجون "نعم نعم للحرية نعم نعم للإسلام" و"لا لأمريكا لا لصدام"، مثلما رفعوا لافتات كتب عليها "نطالب أن يكون صوتنا هو صوت الحوزة العلمية في النجف" جنوب العراق. وقال الشيخ وراد نصر الله، أحد الأئمة الذين قادوا التظاهرة، إن اختيار ممثلي الشعب أمر يعود إلى الحوزة العلمية في النجف وليس للولايات المتحدة أو بريطانيا. وكان الإمام محاطا بمجموعة من الشبان يحملون مصاحف ويرددون شعارات معادية لاجتماع الناصرية. من جهة أخرى، أصدر المتظاهرون بيانا أكدوا فيه أن اجتماع المعارضة لا يمثلهم ولا يعبر عن إرادتهم وتطلعاتهم. وجاء في البيان "نرفض بشدة وندين التعامل مع أي عنصر من عناصر النظام البائد، وتحت أي مبرر من المبررات". كما أورد البيان تحفظا على بعض الأسماء التي وردت في تشكيلة المجلس البلدي، الذي شكلته القوات الأميركية برئاسة العقيد المتقاعد "شروان". وقال البيان: "إذا تجاهل المؤتمر هذه النداءات فإن النتيجة هي استبدال نظام طاغوتي بنظام طاغوتي آخر". ويغيب عن اجتماع المعارضة رئيس المؤتمر الوطني العراقي "أحمد الجلبي"، الذي أعلن في وقت سابق عدم مشاركته في اجتماع المعارضة لأسباب لم يحددها، لكنه قال إنه سيرسل ممثلا عنه. كما قرر المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق أكبر أحزاب المعارضة الشيعية مقاطعة الاجتماع. وقال متحدث باسم المجلس إن الاجتماع الذي سيعقد في مدينة الناصرية لن يعود بالنفع على الشعب العراقي. وأضاف "منذ البداية كان الاستقلال هو الإعلان الرسمي لمبادئنا، لذلك لا نقبل مظلة أمريكية" لإدارة شؤون العراق. وكانت بعض المصادر الصحافية من العراق توقعت أن يرأس اجتماع المعارضة المبعوث الأمريكي الخاص للعراق "زلماي خليل زاده"، الذي لعب دورا في تشكيل الإدارة التي أعقبت حكومة طالبان في أفغانستان. لكن صحيفة "نيويورك تايمز" قالت في عددها الصادر أول أمس (الإثنين) إن الجنرال الأمريكي المتقاعد "جاي غارنر"، الذي اختير لرئاسة الإدارة المؤقتة في العراق هو الذي سيترأس الاجتماع. ومن المتوقع أن يكون حضر الاجتماع نحو 60 عراقيا يمثلون جماعات شيعية وسنية مختلفة، إضافة إلى الأكراد ومؤيدي الملكية التي أطيح بها عام 1958. وتخيم على الاجتماع أجواء من الشك بين تلك الجماعات، والقلق من النظر إليهم باعتبارهم موالين لواشنطن. يونس البضيوي + الوكالات