ندد الأساتذة الباحثون بالمدرسة الوطنية الفلاحية بمدينة مكناس بالمغرب بوجود مشروع تعاون يهدف إلى تبادل الثروات الوراثية النباتية بين هذه المدرسة وإحدى المؤسسات البيئية الصهيونية، في وقت يعرف فيه العالم العربي والإسلامي هجمة شرسة أمريكية صهيونية. وكان الموقع www.desertagriculture.org قد كشف في وقت سابق عن أن مؤسسة بنكية صهيونية لها مشروع تعاون مع المدرسة الوطنية الفلاحية بمكناس في المجال الفلاحي. كما كشف في الوقت نفسه عن أن الكيان الصهيوني كانت له دائما علاقات خاصة مع المغرب، وأن جهود التعاون بين الطرفين أصبحت ممكنة الآن، بعد أن كانت في وقت سابق غير متاحة. وجاء في الموقع نفسه أن حوالي 700 ألف مغربي يقطنون في الكيان الصهيوني، وأن البلدين معا يواجهان نفس التحديات على مستوى مستقبلهما الفلاحي. وأكد موازاة مع ذلك أنه من خلال المشروع 018. M.20 يمكن توسيع العلاقات المغربية "الإسرائيلية" لتشمل المناحي العلمية والمهنية وبالخصوص في المجال الفلاحي. وأن هذه العلاقات يتم بناؤها من خلال زيارات سنوية متبادلة بين المغرب والكيان الصهيوني على مستوى الطلبة والباحثين. في السياق نفسه أصدر المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بالمدرسة الوطنية الفلاحية بمكناس بيانا في الموضوع، إثر جمع عام للأساتذة انعقد يوم الخميس 3 أبريل 2003 أكدوا فيه، في انتظار المزيد من التحري والبحث عن كل من له صلة مباشرة أو غير مباشرة بهذا العمل التطبيعي المستفز، ما يلي: تنديدهم الشديد بعلاقة التعاون التي يشير إليها موقع الإنترنت السالف الذكر. تبرئة ذمتهم من كل شخص له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذا المشروع. حرصهم الشديد على مقومات اقتصادهم ونتائج أبحاثهم، فإسرائيل، يضيف البيان، تسعى بكل الطرق إلى سرقة منتجاتنا وتطويرها والحلول مكاننا في الأسواق العالمية، ولن تسهل مؤسستنا وباحثوها هذه المهمة. شجبهم ورفضهم لأي بحث يرمي إلى تحويل ثرواتنا الوراثية النباتية والحيوانية إلى أية مؤسسة أجنبية قبل تسجيلها. تأكيدهم على موقف نقابتهم العتيدة الرافضة لكل أشكال التطبيع المباشرة وغير المباشرة مع العدو الصهيوني، الذي يسعى إلى التحكم والسيطرة على موارد وخيرات الأمة العربية والإسلامية. وتخشى بعض الأوساط الجامعية أن يكون بعض الأساتذة من المؤسسة متورطين في هذا المشروع المشوه، خاصة وأن البحث العلمي في المجال الفلاحي بالمغرب يعرف حالة من التطبيع مع العدو الصهيوني تكاد تفوق باقي المجالات الأخرى. وفي هذا السياق كان محمد الناجي الأستاذ بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة قد صرح ل"لتجديد" على إثر العدوان الأمريكي على العراق بأن الأساتذة الباحثين بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة قد دعوا في وقت سابق إلى تفعيل آلية المقاطعة، ليس فقط مقاطعة السلع والبضائع الأمريكية والصهيونية ولكن أن تشمل هذه المقاطعة كل مجالات الحياة وخاصة المجال الأكاديمي والعلمي. ومن ذلك أن لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة عدة اتفاقيات فلاحية مع مؤسسات من هذا النوع. وفي انتظار ما ستعلن عنه إدارة المدرسة الوطنية الفلاحية بمكناس والمكتب الإداري للنقابة الوطنية للتعليم العالي نأمل أن يتم تجميد هذا المشروع والإعلان عن تفاصيله للرأي العام. عبد الرحمان الخالدي