أكد الدكتور حارث الضاري ان ما يجري في العراق اليوم هو ثورة شعبية ضد حكومة المالكي وحزبه (حزب الدعوة) وممارسته الإجرامية ضد أبناء الشعب العراقي المعارضين لسياسته الطائفية الاستبدادية الفاشية. وقال الامين العام لهيئة علماء المسلمين في حوار اجرته معه صحيفة (الرياض) السعودية: "منذ ان تولى المالكي رئاسة الوزراء في عام 2006 وهو يستخدم كافة المسؤوليات السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية والاستخباراتية الموكلة إليه ضد المكون السني في العراق بلا هوادة وبلا رحمة، حيث غيب مئات الآلاف منهم رجالا ونساء في السجون، كما قتل وهجّر مئات الآلاف، واستمر في اجرامه وتعسفه لهم، تحت تهمة الارهاب المزعوم .. متوهما انهم بصبرهم وضبطهم للنفس وصلوا الى حد لا يستطيعون فيه الدفاع عن انفسهم، وانهم باتوا كماً قليلاً وجزءاً صغيراً يمكن القضاء عليه واقتلاعه من العراق كما يتوهم اسياده في طهران. واوضح (الضاري) ان المالكي لم يكتف بذلك بل اعتدى على عدد من ساحات الاعتصام السلمية وارتكب ضد المشاركين فيها مجازر دموية وحشية، كساحة قضاء (الحويجة) بمحافظة التأميم، وساحة مسجد (سارية) في محافظة ديالى، ومدينة الفلوجة وأخيرا ساحة الرمادي .. مشيرا الى ان المالكي وجد في خروج أبناء المحافظات الست في تظاهرات سلمية للمطالبة بحقوقهم وكف الظلم عنهم، ذريعة للتشكيك بنواياهم واتهامهم بالإرهاب، كما عدّ مطالبهم غير مشروعة واتهمهم بأنهم محرضون من الدول العربية، ونتيجة لذلك هب أبناء الأنبار للدفاع عن أنفسهم في الثلاثين من كانون الاول الماضي واستمرت المواجهات مع قوات المالكي المعتدية التي تحولت الى ثورة شعبية ما زالت مستمرة وتتسع مع الأيام. واكد الامين العام للهيئة ان الثورة الشعبية التي يشهدها العراق ليست موجهة ضد أية طائفة أو مكون من مكونات الشعب العراقي كما يحاول نوري المالكي وإيران تصوير ذلك للعالم، بل هي ثورة كل المظلومين والمستضعفين الذين صودرت حقوقهم منذ أكثر من عشر سنوات وأريقت دماء الكثير من أبنائهم، وانتهكت حرماتهم، ضد حاكم ظالم مستبد يجاهر بطائفيته وعدائه لكل من ليس من طائفته. ووصف الشيخ الضاري بيان مجلس الوزراء السعودي الذي شجب فيه السياسة الهوجاء التي ينتهجها المالكي، بانه إيجابي وفيه تشخيص صحيح للأسباب التي وصلت بالعراق إلى ما هو عليه الآن، ومنها: الممارسات الطائفية والإجرامية التي سار عليها المالكي منذ أن تولى الحكم وحتى اليوم، والتي بلغت حدا لا يمكن السكوت عليه أو المجاملة فيه. وفي ختام الحوار، دعا الأمين العام لهيئة علماء المسلمين، الجميع إلى دعم الشعوب المظلومة، وإنصافها ودعم تسليم مقاليد أمورها إلى أبنائها البررة من ذوي الكفاءة والمخلصين وبذلك فقط ستحل جميع العقد والمشاكل .. لافتا الانتباه الى إن هناك ما يشبه التواطؤ بقصد أو بغير قصد على تهميش القوى العراقية الفاعلة والقادرة على معالجة الأوضاع جذريا، وحجب الإعلام والاهتمام الدولي عنها.