قال الناقد المغربي سعيد يقطين، إن "إسرائيل" قامت بسرقة شجرة أركان المغربية واستنباتها في إسرائيل بعد 25 سنة من الأبحاث العلمية الزراعية. وأضاف يقطين أن إسرائيل التي لم تكتف بالاستيلاء على التراث الفلسطيني وادعاء ملكيته لا تتورع من اتباع السبل نفسها حتى خارج المجال الجغرافي الذي تدعي ملكيته، فقد نجحت شركة «سيفان» في تعديل وتطوير شجرة الأركَان المغربية وإنتاج صنف أسمته «أركَان 100». وهي الشجرة التي ظلت لا تنبت ولا تستصلح إلا في الجنوب المغربي، إذ توجد حاليا في المغرب حوالي خمسين مليون شجرة، ويعتبر زيتها من أغلى الزيوت في العالم. يقطين الذي تم تكريمه مؤخرا بأولاد تايمة، وقف خلالها على حال هذه الشجرة والتي قال إنها تراث مغربي أثيل يتعرض من لدن المغاربة لسوء العناية والتقدير. مشيرا إلى أن هذا التراث -الذي ندعي تقديسه- نتركه للتجار والسماسرة يتلاعبون به ويتاجرون فيه، وعندما يستنزفون منه ما يبغون، يتركونه عرضة للتلاشي والنسيان، في الوقت الذي نجد إسرائيل تبذل الوقت والمال لتطوير شجرة الأركَان المغربية لتقدم على أنه بضاعة إسرائيلية. وأضاف يقطين في مقال نشره بجريدة "القدس العربي" أول أمس؛ أن "إسرائيل" لما اقامت صرح بنائها، تركت الإيديولوجيا في الخلفية، وجعلت العلم والتكنولوجيا في المقام الأول، فأغنت رصيدها في تنويع ممارسة العنصرية ليس فقط ضد الإنسان، ولكن أيضا ضد خيرات الأرض، فكان اقتلاع زيتون فلسطين ليحل محله زيتون إسرائي.. وتطورت في كل المجالات، بما فيها الهندسة الزراعية، فعدلت الأركان المغربي ذا الأصفار الثلاثة إلى 100، وصار بإمكان هذا الصنف أن ينتج عشر مرات من البذور أكثر من تلك التي تنتجها شجرة الأركَان المثلثة الأصفار، علما أنه يجب انتظار من ثماني سنوات إلى خمس عشرة سنة لكي تظهر هذه الشجرة بعض الثمار التي لا يتجاوز إنتاجها من الزيوت لترين فقط. وأكد يقطين أن الحرب مع "إسرائيل" ليست فقط سياسية، من أجل حياة كريمة للفلسطينيين ضحايا سياستها العنصرية. إنها تحارب، متى استطاعت إلى ذلك سبيلا الإنسان في كل مكان ما دام يتعارض مع مخططاتها وأساليبها. وما قيامها بتصدير بذور طماطم فاسدة إلى المغرب، وعرضت آلاف الهكتارات للضياع، ومنافستها للبضائع المغربية والتونسية وغيرها، وسرقتها مياه دول المنطقة سوى غيض من فيض ممارساتها اللاإنسانية وهي تقدم نفسها على أنها الدولة الديموقراطية الوحيدة في المنطقة، يضيف المتحدث. وأشار يقطين إلى أن الذين يدعون إلى عدم مقاطعة إسرائيل، أسارى أوهام وضحايا تصورات خاطئة.