سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فاطمة الورياغلي مسؤولة نادي محو الأمية بجمعية آفاق الثقافية بمدينة أصيلة للتجديد:برنامجنا لا يكتفي بمحو الأمية الأبجدية، بل نقدم دروسا في التجويد والسيرة النبوية
التقت التجديد في هذا الحوار فاطمة الورياغلي، مسؤولة نادي محو الأمية بجمعية آفاق الثقافية بمدينة أصيلة، وتناولنا معها أسباب اهتمامها بمجال محو الأمية، وسألناها عن نتائج عمل الجمعية في هذا المجال. كما عرج الحوار على علاقة برنامج الجمعية في محو الأمية مع وزارة التربية الوطنية والشباب، ومواضيع أخرى تكتشفونها في نص الحوار. أنت معروفة في مدينة أصيلة بنشاطك الدؤوب في مجال محو الأمية. ما الذي يدفعك إلى ذلك؟ بسم الله الرحمان الرحيم، بداية أشكر جريدة "التجديد" المتميزة والتي ما فتئت تولي اهتماما خاصا للجمعيات والأندية التي تهتم بمجال محو الأمية. الذي دفعني للتجنيد في هذا المضمار، هو كونه عملا مأجورا من عند الله تعالى، اعتبارا للأهمية القصوى التي أعطيت لطلب العلم في ديننا (طلب العلم فريضة على كل مسلم). متى شرعتم في تقديم دروس محو الأمية داخل الجمعية؟ بدأنا العمل في هذا المجال من سنة 1989، أي في الوقت الذي لم تكن أية جهة تقوم بهذا، وكان الإقبال كبيرا جدا، بحيث لم تكن مقر الجمعية يسع الأعداد الكثيرة من النساء والفتيات اللواتي كن يتلهفن للتعلم. أما الآن، ومع تبني وزارة التربية الوطنية والشباب هذه العملية، وعقد شراكات بهذا الخصوص، فقد تقلص العدد بطبيعة الحال، لكن مع ذلك مازالت أعداد لا بأس بها تختار نادي محو الأمية التابع لنا لعدة أسباب. (مقاطعا) ماهي هذه الأسباب؟ برنامجنا لا يكتفي فقط بمحو الأمية الأبجدية، بل يتعدى ذلك إلى تقديم دروس في التجويد والسيرة النبوية الشريفة وتنظيم جلسات تربوية، كما نعمل على تنظيم خرجات وأمسيات فنية، وغيرها من الأنشطة الموازية. هل أعطى برنامجكم هذا نتائج واضحة، وهلا قدمتم لنا أمثلة على ذلك؟ نعم، بحمد الله حققنا نتائج مشرفة، وهناك نساء كن في البداية أميات وأصبحن يحفظن سورتي البقرة وآل عمران، كما أن جل المستفيدات يقتربن من حفظ سورة البقرة. إضافة إلى ذلك، فأغلبهن يقرأن القرآن ويجودنه بقواعده. ومن حين لآخر نقوم بتنظيم اختبارات لمعرفة مستواهن. تمنحون شهادات تقديرية للمتفوقات كل نهاية سنة دراسية، أليس كذلك؟ عند انتهاء كل سنة دراسية، ينظم نادي محو الأمية حفلا فنيا يتم خلاله تكريم المتفوقات وتمنح لهن شهادات تقديرا لاجتهادهن الدؤوب ليكن قدوة للأخريات. بالنسبة للبرنامج الذي تعتمدونه في التدريس، هل له علاقة بالبرنامج الذي يلقن في المدارس التابعة للوزارة؟ بالفعل، نعتمد على "قراءة" المستويات الأولى والثانية والثالثة، بل هناك من يستطيع القراءة في مقرر الثامن أساسي. إضافة إلى اعتماد مادة السيرة النبوية وتجويد القرآن والتفسير، طبعا حسب المستوى، ،هذا دون نسيان المواد العلمية والنشاط العلمي والرياضيات. أنت كذلك واعظة بأحد مساجد مدينة أصيلة، ما مدى إقبال النساء الأصيليات على دروس الوعظ بالمساجد؟ أكتفي بإعطاء دروس في السيرة النبوية الشريفة وفي قواعد التجويد. وعلى العموم، الإقبال لا بأس به، خاصة إذا كان التوقيت مناسبا، وشيئا فشيئا سيتعود النساء على ارتياد المساجد لحضور مثل هذه الدروس، ويعود للمسجد إشعاعه التربوي والعلمي كما كان له في وقت ما. تعلمين أن نسبة الأمية بفلسطين المحتلة تكاد تكون منعدمة، فبماذا يوحي إليكن هذا؟ طبعا هذا فضل وكرامة من عند الله تعالى، فرغم الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني بشتى أنواعه، حتى التعليمي منه، يتحدى الفلسطينيون ذلك باتخاذ بيوتهم وطرقاتهم مدارس للتعليم. وهذا يظهر جليا من مستوى بعض النساء حينما يتكلمن أمام عدسات الكاميرات بطريقة ملفتة للنظر، بلغة عربية فصيحة وبدون تلعثم. ماهو إحساسك تجاه ما يقع من عدوان على العراق؟ إحساسي هو إحساس كل امرأة مسلمة تئن وتتألم لما يصيب شعوب العالم الإسلامي. فالعراق رغم هذا العدوان سيصمد بإذن الله وسوف لن يستسلم، فالله تعالى نسأل أن يشد أزرهم وينصرهم النصر المؤزر. أجرى الحوار: مصطفى زيان