تفاجئ العديد من الكتاب العرب و المسلمين ،المتتبعين لشؤون الشرق الأوسط باهتمام بالغ، بمقالة أخيرة للكاتب عبد الباري عطوان بعنوان: قطر تتراجع و "مرشدها الأعلى" ابتلع كأس السم السعودي مكرها...و الجزيرة تتغير و تعود للملف السوري بعد اتفاق الرياض..و الحلف القطري التركي الإخواني أمام مأزق خطير. حيث أن الكاتب السالف ذكره ،كان يسير وفق خط معروف حتى حين و ذلك بمساندته الإخوان المسلمين و تنديده بالسياسة التعسفية ضدهم بمصر و لكن ما لبث أن انقلب على قفاه و تغير جذريا فكان ذلك سببا من بين أخرى للتساؤل. كان عبد الباري عطوان كذلك يمجد قطر و يثني على سياستها في العالم العربي و دورها الفعال في المصالحة الفلسطينية و أنها لوحدها تموج في بحر المشاكل العربية و يثني كذلك على صمودها و لكن ذلك قبل صدور هذه المقالة المفاجئة منه. لقد شوهد عبد الباري عطوان مؤخرا في صورة مثيرة للجدل مع ضاحي خلفان بأبو ظبي و هو يتسلم جائزة قيمة، على شكل قيمة مالية كبيرة، و شكل هذا بالتالي ضربة قاسية لمحبيه و متتبعيه إذ أنهم عرفوا للتو، سر تغير قلمه و نبرة صوته، حيث تم إغراءه بالمال ليتحدث ضد قطر و الاخوان المسلمين بعد فشل ضاحي خلفان في اقناع الأمير تميم بتوجيه قناة الجزيرة كي تصد نفسها عما يحدث بمصر من انتهاكات صارخة لحقوق الانسان في ظل الانقلاب الدموي الفاشي الذي قام به العسكري "السيسي". فقد عطوان بسرعة قياسية عددا كبيرا من محبيه ممن ينتمون للإسلام السياسي و هو المذهب الذي كان يتبجج به مؤخرا،و انتشرت تلك الصورة مع ضاحي خلفان على مواقع التواصل الاجتماعي و تويتر بسرعة قياسية و بأكبر عدد من المشاهدات. إن توقيع الرياض للاتفاقية الأخيرة و التي بمقتضاها سيعود السفراء الثلاثة للدوحة لهو انتصار دبلوماسي آخر للأخيرة، حيث لو لم يحتاجوا لغاز قطر و معونتها لما عادوا لطلب ودها و الصفح منها و هذا فعلا ما صرح به ضاحي خلفان بقوله لابد لنا من غاز قطر.و الدليل الثاني على أن قطر خرجت صامدة هو عدم الاستجابة لمطالب أل سعود و الإمارات بطرد القرضاوي أو قيادات تحالف دعم الشرعية بمصر و اكتفت قطر بالرضوخ لرغبتهم بعدم إيواء معارضي الدول الثلاثة فقط.