في زمن عربي ما ..وجغرافية ما.. تقيأت المرأة المتعبة المترنحة كل ما في جوفها داخل كوب بلاستيكي، و هي تنتفض بجسمها المكور كعصفورة مبللة وتصعد أنات حرى متوالية.. كانت تستند إلى حائط زقاق يمر منه العابرون، المتطلعون إلى أنينها المكتوم وهي تواري وجهها من نظرات الفضوليين منهم. ومالت المرأة المحدودبة الظهر،الماكرة النظرات على أذن محدثتها وهما تضعان قفتيهما على الطوار وتعدلان عن وجهتهما العجولة إلى السوق، وتجولان بعيون منفلتة من محاجرها في ملامح المرأة .. ووشوشت لها بنبرة ممتعضة .. يبدو أنها حامل ..ومقطوعة من شجرة وأجابت المرأة القصيرة ، صاحبة الجلباب البرتقالي وهي تعض باستنكارعلى شفتيها اللهم استر بنات المسلمين ..يبدو من ملامحها الفزعة أنها حامل من حرام وهاربة من أهلها. تأخرنا عن موعدك بالمستشفى .. الزحام لا يطاق .. أصلحت السيارة أخيرا بغسيل الفندق .. وزرت والدتك وأخبرتها بالأمر وتركت مريم عندهم ثم عرجت على التعاضدية ..وااا..لكن لماذا خرجت من البيت وقطعت كل هذه المسافة لوحدك؟..كان عليك الإنتظار قليلا ..قال الرجل المتلاحق الأنفاس المبعثر الحركات ، وهو يأخذها من يدها ويفتح لها باب السيارة .. وهي لا زالت تتقيأ في كيسها البلاستيكي.. الله يسمح لينا.. المرأة متزوجة قالت صاحبة الجلباب البرتقالي الله يعفو علينا وعليك..من يدريك أنه زوجها قالت المرأة النحيلة وهي تمرر يدها خلسة فوق بطنها الغائر الذي لم يشف بعد من عملية استئصال ورم سرطان الرحم وتتمتم ربي كايعطي الفول للي ما عندو ضراس..وتواصل استنكارها وهي تتطلع إلى السماء بعينين جاحدتين مترعتين بالعتاب.