عبّر أغلبية الشباب المغربي على تمسكهم بالقيم التقليدية التي تعني الكثير بالنسبة لهم مؤكدين على ضرورة الحفاظ عليها للأجيال اللاحقة، وذلك حسب "استطلاع الشباب العربي 2014"، حيث صوتت نسبة 55% من الشباب المغربي المستطلعة آرائه بالإيجاب حول سؤال "هل ترى أن القيم التقليدية تعني الكثير بالنسبة إليك وأنها يجب المحافظة عليها للأجيال المستقبلية"، في مقابل 45% قالوا إن القيم التقليدية أصبحت بالية وتنتمي للماضي؛ وإنهم حريصون على تبني القيم والأفكار المعاصرة. وحسب نتائج استطلاع الرأي الذي قدم أول أمس الثلاثاء من قبَل مؤسسة "أصداء بيرسون- مارستيلر" لاستطلاعات الرأي في الشرق الأوسط، فإنه على الرغم من أن النسبة الأكبر من شباب الوطن العربي لا تزال تصر على اعتبار القيم المعاصرة مهمة وينبغي الحفاظ عليها، وذلك بنسبة 46% فإن هناك تزايدا في نسبة ميول الشباب نحو تبني القيم المعاصرة، حيث ارتفعت نسبتهم من 17% عام 2011 إلى 35% عام 2012 ، وإلى 40% عام 2013 لتبلغ 45% في هذه السنة، وهو ما عزاه الاستطلاع إلى تزايد استعمال الوسائل التكنولوجيا الحديثة في التواصل. وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي اعتمد على إجراء 3500 مقابلة شخصية مع شباب ينتمون للفئة العمرية بين 18 و24 عاما؛ أنه على رغم التطورات يبقى الوالدين والدين والعائلة هي أكبر المؤثرات في الشباب العربي، حيث ذكر ثلثا المشاركين في الاستطلاع أن الوالدين هما أكبر مؤثر على نظرتهم للحياة بشكل عام بنسبة 67 في المئة، وتلا ذلك العائلة بنسبة 58 في المائة، ثم الدين بنسبة 56 في المائة، وأخيراً الأصدقاء بنسبة 46 في المائة. وبخصوص الأوضاع بعد الربيع العربي، أبدى المشاركون في الاستطلاع ثقة متزايدة في قدرة حكوماتهم الوطنية على التعامل مع طيف واسع من القضايا، بما فيها معايير المعيشة والاستقرار الاقتصادي والبطالة، حيث أعرب 54% عن موافقتهم "بشدة" على مقولة أن العالم العربي بات أفضل في أعقاب ثورات الربيع العربي، وهي نسبة شهدت انخفاضا مقارنة مع وصولها 70% في عام 2013، و72 في المئة في عام 2012. إلا أنه لا تزال روح التفاؤل والحيوية متوقدة لدى الشباب العربي، حيث عبّر أكثر من ثلثي شباب المنطقة عن أنهم واثقون «جداً» أو «اإلى حد ما» بقدرة حكوماتهم على التعامل مع ارتفاع معدلات البطالة (68 في المائة)، في حين أبدت نسبة مماثلة تفاؤلها بقدرة هذه الحكومات على التعامل مع ظروف الحرب (67 في المائة) والارتقاء بمعايير المعيشة (66 في المائة). يذكر أن «استطلاع الشباب العربي» مبادرة سنوية تقودها «أصداء بيرسون- مارستيلر»؛ وهي شركة استشارات العلاقات العامة الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. ويهدف الاستطلاع إلى تقديم بيانات ونظرة شاملة ومعمّقة لصناع السياسة والقرار في القطاعين الحكومي والخاص إزاء مواقف ووجهات نظر وطموحات شباب المنطقة العربية والتي يشكل فيها الشباب تحت سن 25 عاماً نسبة 60 في المائة.