خلصت دراسة حديثة حول الشباب العربي إلى كون الشباب المغربي يعد أكبر المتفائلين بالمستقبل بنسبة 78 % مقابل 20 % من المتشائمين. و قالت الدراسة بأن الشباب المغربي يعتقد أنه تحسنت الفرص أمامه خلاف ما كان عليه الأمر قبل سنة وأن 63 % من الشباب المغربي يتفقون مع الوضع الحالي. الدراسة التي أعدتها مؤسسة «أصداء بيرسون مارستيلر» أوضحت أن غالبية الشباب العربي متفائل بالمستقبل ويعتقدون أن مستقبلا جيدا وجميلا ينتظرهم بعد الثورات العربية الأخيرة. حيث أشارت الدراسة إلى أن غالبية الشباب في العالم العربي متفائلين بمستقبل جيد إذ بلغت نسبة المتفائلين بأن الأيام الجميلة أمامهم %% في حين بلغت نسبة المتشائمين 24 % من مجموع الشباب. الدراسة التي أنجزت ما بين دجنبر 2012 ويناير 2013 حول الشباب العربي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعد الربيع العربي والثورات السياسية في الدول العربية. شملت عينة من 3آلاف شابا وشابة تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 24 سنة رجالا ونساء في 15 دولة عربية وهي المغرب، البحرين، مصر، العراق، الأردن، الكويت، لبنان، ليبيا، عمان، قطر، السعودية، تونس، اليمن، الإمارات العربية المتحدة. وحول أولويات الشباب العربي أكدت الدراسة أنها تتركز في العيش والعمل بأجور مرتفعة وامتلاك منزل خاص أكثر من العيش في الديمقراطية. و أشارت الدراسة إلى أن غالبية الشباب العربي يعتبر الحصول على عمل مناسب وبأجر عادل من الأولويات وذلك بنسبة 82 % في حين يأتي امتلاك منزل خاص في المرتبة الثانية بنسبة 66 % (الأغلبية يعتقدون أنهم لا يستطيعون امتلاك منزل خاص إلا فيما بين 31 و 40 سنة من العمر)، بينما تأتي الرغبة في العيش في دولة ديمقراطية في المرتبة الثالثة بنسبة 61 % متبوعة بالرغبة في العيش في أمن وسلام بدون إرهاب. ضمن أبرز مؤشرات الدراسة كون كل 9 شباب عرب من أصل 10 أصبحوا أكثر اعتزازا بانتمائهم العربي، وأوردت الدراسة أن الشباب العربي أصبح أكثر فخرا بهويته العربية وخاصة الشباب المنتمي إلى ما يسمى بلدان الربيع العربي وتبلغ نسبة المفتخرين بكونهم عربا 87 % حيث أن 59 % يعتزون بذلك بشكل كبير ونسبة 28 % بعض الشيء مقابل 7 %لا يفتخرون بذلك. ويأتي الشباب القطري في مقدمة المعتزين بعروبتهم بشكل كبير بنسبة 66 % والتونسيين واليمنيين بنسبة 65 % في حين تبلغ نسبة الشباب المغاربة 58 %. ضمن محور خاص بالتلفزيون والانترنت سجلت الدراسة أنه أكبر الوسائل الإعلامية التي تؤثر في الشباب العربي. فقد بينت الدراسة أن نسبة الشباب العربي الذين يطلعون على الأخبار والمستجدات يوميا بلغت 52 % سنة 2012 في حين انخفضت الى 46 % سنة 2013 ولم تتجاوز 18 % سنة 2011. أما فيما يخص المصادر التي يحصلون من خلالها على الأخبار فيأتي التلفزيون في المقدمة بنسبة %79 في 2011 و 62 % في 2012 و 72 % في 2013 متبوعا بالانترنت بنسبة 42 % في 2011 و 51 % في 2012 و 59 % في 2013. أما الجرائد والصحف فقد انخفضت نسبتها من 62 % في 2011 إلى 24 % في 2013. في حين تبلغ نسبة المواقع الاجتماعية كمصادر للخبر 28 %. أما فيما يخص الوسائل الإعلامية الأكثر احتكارا لمصادر الأخبار في نظر الشباب العربي فتأتي القنوات التلفزية في المقدمة بنسبة 40 % ثم المواقع الالكترونية بنسبة 26 %متبوعة بالمواقع الاجتماعية بنسبة 22 % وفي الأخير الصحف والجرائد بنسبة 9 %. وحول ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة بهذه البلدان قالت الدراسة إن من بين أهم ما يقلق الشباب العربي بعد الثورات الأخيرة ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة. حيث عبر ما نسبته 63 %من الشباب العربي خارج بلدان التعاون الخليجي عن قلقها الكبير من ارتفاع تكاليف المعيشة في حين تنخفض هذه النسبة داخل دول التعاون الخليجي الى 61 % ( البلدان النفطية). ثم يأتي القلق من الأوضاع الاقتصادية في المرتبة الثانية بنسبة 48 %في الدول العربية غير النفطية في حين ترتفع هذه النسبة إلى 51 %في دول الخليج. وتأتي نسبة القلقين من خطر المخدرات في المرتبة الثالثة بنسبة 51 %. وتبلغ نسبة الشباب العربي القلق من البطالة 41 %في دول الخليج وترتفع هذه النسبة إلى 46 %في الدول العربية خارج مجلس التعاون الخليجي. في موضوع متصل ويهم الاضطرابات الاجتماعية وانعدام الديمقراطية اعتبرها شباب الدراسة من العقبات التي تشغل الشباب العربي حيث أفادت الدراسة عندما سئل الشباب العربي عن أهم التحديات التي تواجه الشرق الأوسط أجابت نسبة 44 % بأن أهم العقبات هي الاضطرابات الاجتماعية متبوعة بنقص الديمقراطية بنسبة 43 %وهما من العقبات الرئيسية التي تعرقل التقدم نحو مستقبل أفضل لدول المنطقة في نظر الشباب العربي. في حين لم تتجاوز نسبة الذين يرجعون تخلف الدول العربية الى عدم الوحدة العربية والصراع الفلسطيني –الاسرائيلي وانعدام القيادة السياسية الرشيدة في الدول العربية نسبة 27 % و 26 % و 25 %على التوالي.