نضج مريب في زمن عربي ما وجغرافية ما .. قال الطفل الرضيع لأمه وهو يتخلص من ثديها ويرشقها بنظرات مرعبة.. أحبها وسأجن إن لم أحصل عليها ..هي مسألة حياة أو موت أتفهمين؟؟ .. هل علي أن أقفز من حجرك الذي مللت من دفئه المضجر وأبسط لك طلبي على سبورة وبالأحرف العريضة، لتدركي أني جاد وأني كبرت بما يكفي لتكون لي رغبات كسائر الآدميين؟؟ لم أفهم .. هل أنت؟؟ .. أويلي استغفرت الله واش أنا كانحلم؟؟ قالت الأم المنصعقة من تكلم ابنها قبل الأوان، ولهجته الآمرة وملامحه الأشبه بملامح أبيه إذ يغضب.. هل تقصد المصاصة ؟ لا يا أمي الشوكولاطة؟ لا يا أمي دعني أفكر فقد كبرت فجأة .. ربما تقصد لعبة مطاردة الإرهابيين الإلكترونية؟ لا يا أمي ماذا إذن؟ قالت الأم وقد نفذ صبرها الدمية فلة .. قال الولد وقد انفرجت ملامحه العابسة عن ضحكة واثقة أوه فلة.. حسنا سأشتريها لك قالت الأم وتنهيدة ارتياح تبصم شفتيها.. يا إلهي ..كفى بلاهة أمي .. هل نعود مرة أخرى لحكاية السبورة لتفهمي كلماتي ..ألهذا الحد انطمس دماغك لتتغاضي عن حقوقي إصرارا ورصدا؟؟ حسنا يا بني قالت الأم متداركة ومرتبكة ، معتذرة في نفس الآن .. خلصني من كلماتك الملغزة، وصرح لي برغبتك من شراء الدمية فلّة ، وعليّ الطاعة. مرة أخرى تجتهدين وتزيدين من عندك، والزيادة من رأس الأحمق.. أنا لم أقل لك أني أريد أن أشتري الدمية فلة ..أريد أن أتزوجها.. أتفهمين الآن؟