في البداية لابد من التأكيد على أن الربيع الديمقراطي أحيا في الشعوب الأمل والحماس الذي افتقدته بعد معارك "الاستقلال". ولأن العدو آنذاك كان أجنبيا واضح المعالم، كانت حرب تحرير شاملة خاضتها كتائب المقاومة الوطنية، ولم تكن هذه المجموعات المقاتله تنطلق من تصور واضح لما بعد طرد المستعمر، لقد كان فيها الإسلامي واليساري واللبيرالي.. المهم هَبَّ الجميع لتحرير الوطن، وذلك تحت مسميات مختلفة ك "جبهة التحرير أو جيش التحرير.." لكن الهدف واحد هو طرد المستعمر. لقد تم إخراج المحتل، وأصبحت هذه الدول مستقلة والله أعلم، المهم أصبح لها علم يرفرف ونشيد وطني إضافة إلى عملة و"سيادة"، كل هذا جميل لكن السؤال المشروع هو من استفاد وراكم الثروات؟ ومن وظف الكفاح الوطني مطية لاحتكار القرار السياسي؟ إن أغلب الدول العربية لم تكن منصفة للحركة الوطنية، لقد تم إقبار المشروع التحرري لصالح نخبة متغربة ألحقت الوطن بسياسة المستعمر الإقتصادية والثقافية، واليوم نتساءل بحرقة عن جدوى التضحيات الجسام، حيث روت دماء الشهداء ثرى الوطن للخلاص من قيد الإستعمار، لكن أصيبت الشعوب بالإحباط جراء تراكم التحارب الفاشلة، ذلك أن الوضع لم يتغير كثيرا منذ الإستقلال إلى اليوم طبعا مع بعض الإستثناءات فهناك دول عندها بترول وغاز، لكنها مع ذلك عليها ديون ولم تتمكن من تحقيق التنمية المنشودة، ففي هذه الأجواء جاء الربيع الديموقراطي كجرعة أمل أحيت النفوس اليائسة، فكانت ثورة الشعوب المقهورة على حكام مستبدين، اغتصبوا الحكم بدعوى القيادة التاريخية "لثورة التحرير"، وها هي الجزائر اليوم تتمسك برئيس هرم لم يعد يستطيع حتى الكلام، والسبب هو انتماؤه لجبهة التحرير، إن الشعب الجزائري والمصري وباقي الشعوب المقموعة لم تعد تثق في وعود الغرب المنافق أو الدول العربية المسمات "شقيقة" لقد تحالفوا جميعا ضد إرادة الجماهير الرافضة لحكم العسكر بطرق مباشرة أو غير مباشرة. لقد أصبحت بعض الشعوب تنتظر عدالة السماء لتتخلص من بعض الحكام المستبدين، فاللهم عجل بالفرج وأرسل عبدك عزرائيل عليه السلام لأخذ هذه المستحثات، فلم تنفع فيهم لا ثورات ولا احتجاجات ولم يحتكموا لصناديق فخذهم في النعوش، قد تكون ديموقراطية النعوش "السماوية" أسلم!! لقد تم إسقاط الرئيس التونسي لحبيب بورقيبة ب"ورقة" الطبيب بعد عجزه، وبوتفليقه ربما يسقط بنفس الطريقة. أما المخلوع مبارك قال:" لم أعد أنتوي الترشح مرة أخرى" نظرا لهرمه لكنه كان ينوي توريث ابنه، وحافظ الأسد ذهب في ديمقراطية النعوش، نقول للحكام المستبدين كفى ضحكا على الدقون لن تستطيعوا خداع الشعوب إلى الأبد، إن الربيع الديموقراطي العربي سيجتث كل الطواغيت، لقد ارتبكت أمريكا و"إسرائيل" عندما بدأ تساقط الحلفاء واحدا تلو الآخر، لهذا تم تحريك الثورة المضادة بدعم "الأشقاء" العرب مع الأسف الشديد، لقد صرفوا أموالا كثيرة ستكون عليهم كما سفكوا دماء عزيرة، ومع ذلك فالوقت لم يعد في صالح الطغاة، وذلك لسببين الأول؛ زوال عنصر الخوف من آلة البطش العسكرية، والثاني عودة الأمل للشعوب في التغيير. ولعل هذين العنصرين حاسمين في قلب معادلة الصراع لصالح الشعوب إن شاء الله. أبا لمعطي أش ظهرليك فقاضي مصري حكم على 528 شخصا بالإعدام؟ شوف أولدي هاد القاضي ربما يكون مقرقب أو محشش..